من بين العديد من المعابد والمنشآت الأثرية الفرعونية التي تحتويها منطقة كعابد الكرنك، يأتي بهو الأساطين ليقف شاهدًا على المقدرة الفذة التي امتلكها الفراعنة على البناء والتشييد، مما جعله من أكثر الأماكن التي تشهد إقبالاً من الزوار والسائحين في المنطقة. يقول د.منصور بريك مدير عام آثار الأقصر، إن الملك "سيتي الأول" صمم بهو الأساطين على هيئة معبد مستقل، حيث يأتي أمون ليلاقي التاسوع الإلهي خلال الأعياد السنوية، كما يعرف بهو الأساطين من خلال نصوص العتبات العلوية ب"معبد ملايين السنين" أي مكان للاحتفال بالشعائر الملكية المقترنة بمراسم عبادة أمون". وتعيد الزخارف الداخلية المتعددة الألوان إلي الأذهان الشعائر التي كانت تقام في هذا المكان مثل عيد المركب المقدس وطقوس الخدمة المقدسة اليومية,بينما تبرز الزخارف الخارجية انتصارات سيتي الأول في الناحية الشمالية ورمسيس الثاني في الناحية الجنوبية. وتقع صالة الأعمدة بين الصرحين الثاني والثالث وعرضها 103 أمتار وعمقها 53مترًا وينتصب بها 134 عمودًا علي شكل زهرة بردي يانعة، أما الأساطين الأخرى ال 122 أقل ارتفاعا وذات تيجان علي شكل البراعم المغلقة. وفي أكتوبر عام 1899 انهار حوالي12 عمودًا في القطاع الشمالي للصالة، وعلي الفور سارع الأثري "جورج ليجران" بالتعاون مع مهندس مصر يدعي"محمد" بإعادة نصبها من خلال مشروع كبير مما أتاح ترميم البناء علي حالته الراهنة.