رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تصريحات مسئولون أمريكيون بشأن إمداد إيران الحكومة العراقية سرا بأطنان من المعدات العسكرية والإمدادات وغيرها من المساعدات الاستخباراتية. وذكرت الصحيفة - في مستهل تقرير أوردته الأربعاء على موقعها الالكتروني اء اليوم الأربعاء - أن التحركات الإيرانية غير مرتبة مع الولاياتالمتحدة تماما، بالرغم من معاداة كلا البلدين للجماعة السنية المتطرفة في كلا من العراق والشام "داعش"، ويأتي في الوقت الذي ترسل فيه واشنطن الدفعة الأولى من ال300 فرد عسكري التي وعدت بهم، من أجل السيطرة على الوضع الأمني المتدهور في العراق، بينما تعمل على دعم الفصائل المضادة لها في البلد المجاور سوريا. وسلطت "نيو يورك تايمز" على تأكيد عدد من القادة الغربيين بأنه على ما يبدو أن هناك إنقسامات في الخارجية الإيرانية، التي أبدت إنفتاحا بخصوص التعاون إلى حد ما، وأن العقل المدبر للإستراتيجية الإيرانية في العراق والمهندس الحالي المساند للرئيس السوري بشار الأسد الجنرال قاسم سليماني هو من قاد الميليشيات العراقية الشيعية المدربة من جانب إيران لمهاجمة القوات الأمريكية بعبوات ناسفة قوية قدمتها طهران. كما نقلت عن مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية-لم تكشف الصحيفة عن هويته- قوله إن إيران لديها مراكز قوى مختلفة ، وأن عناصر مختلفة من إيران ترسل رسائل مختلفة وعمل أشياء مختلفة، بالتأكيد هم مهتمون بما يجري هناك". وعن مسئول آخر لم يسم نفسه بأن إيران تقوم بجهد مواز هناك، إذ أنها أقامت مركز مراقبة خاص بها في مطار الرشيد في بغداد، كما أنها تقوم بنشر أسطول صغير من الطائرات بدون طيارمن طراز "أبابيل" في جميع أنحاء العراق. وذكر مسئولان أمريكان آخران لم يسميا نفسهما، كونهما يناقشا أعمال سرية، بأن أجهزة الإستخبارات اليونانية تقوم بنشر أجهزة لإرسال الإشارات في نفس المطار لتعطيل مسار الاتصالات بين مقاتلي داعش والقادة العسكريين التابعيين لهم، وأن النوع المستخدم من الأسلحة لدى هؤلاء القادة الإيرانيين ليس بالضروري أن يكون أسلحة ثقيلة، لكنها ليست مجرد أسلحة خفيفة وذخائر. واختتمت الصحيفة بالتركيز على تصريحات مسؤولون آخرون بأنه بالرغم من عدم إرسال إيران لعدد كبير من قواتها بقدر ما أرسلت من فصائل الجيش الايراني وقوات فيلق القدس المحتشدة على الحدود، إلا أنه هذه القوات جاهزة تماما لمساعدة حكومة المالكي إذا ما تعرضت المقدسات الشيعية لخطر حقيقيي، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة دورا كبيرا من القيادة الشاملة داخل الجهاز العسكري العراقي المركزي الإيراني، مع العمل على الحفاظ على تماسكها في بغداد والجنوب الشيعي وإعادة تشكيل الميليشيات الشيعية من جديد.