قالت صحيفة العرب" اللندنية ان أجهزة الأمن بمساعدة الاستخبارات في أوروبا كثفت من جهودها لملاحقة المتشددين الإسلاميين الذين يقفون وراء تجنيد الشباب للقتال ضمن الجماعات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، وسط قلق أوروبي ودولي من استفحال تواجدهم في العالم. أعلنت وزارة الداخلية الأسبانية، أمس، عن قيام أجهزتها الأمنية بتفكيك خلية من المتشددين الإسلاميين تقوم بتجنيد مقاتلين للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش " أبرز الجماعات الجهادية المسلحة في منطقة الشرق الأوسط . وحسب ما ذكرته الداخلية في بيان لها فإنه تم اعتقال ثمانية مشتبه بهم يعتقد أن من بينهم زعيم الخلية، في عملية مداهمات وتفتيش كبرى في كامل أرجاء البلاد، مضيفة أن العمليات لا تزال مستمرة. وأوضحت في هذا الصدد أن قائد الخلية يقيم حاليا في أسبانيا واعتقل عام 2001 في أفغانستان وأمضى وقتا في معتقل غوانتانامو الذي كانت تديره الولاياتالمتحدة في كوبا. وحسب ما أفاد تقرير لصحيفة "إل بايس" الأسبانية على موقعها الإلكتروني، أمس، فإن المعتقلين من المغرب وأسبانيا والأرجنتين اعتقلوا في العاصمة مدريد، حيث قامت أجهزة الأمن ب 12 عملية دهم وتفتيش لأوكارهم التي يقطنون فيها. وقالت الداخلية الأسبانية في بيانها إن هذه "الشبكة الدولية تهتم بتجنيد الجهاديين ومن ثم إرسالهم للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الإرهابي المتواجد في سورياوالعراق". وكانت عمليات مداهمات واعتقالات قامت بها أجهزة الأمن في أسبانيا في السنوات الأخيرة وخاصة عقب هجوم 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة الذي تبناه تنظيم القاعدة وبسبب تنامي أنشطة الجماعات المتشددة بشكل غير مسبوق بأوروبا. وسبق أن أبدت الحكومة الأسبانية خشيتها من عودة الإسلاميين بعد القتال في سوريا وغيرها من مناطق النزاع بتأثير من الجماعات المتشددة الموالية للقاعدة، ليهددوا بشن هجمات في البلاد. وكانت مدريد أعلنت، في وقت سابق، عن اعتقالها ما يقرب من 472 جهاديا منذ عام 2004 إثر تفجيرات استهدفت أربعة قطارات وسط العاصمة الأسبانية راح ضحيتها 191 شخصا، ليبلغ بذلك مجموع المعتقلين 480 شخصا. وتحاول إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إغلاق السجن الشهير في قاعدة أميركية في خليج غوانتانامو الكوبي، حيث يشتبه في ضلوع الكثير من المعتقلين في أعمال إرهابية، لكن غالبا ما ينقص السلطات إثباتات كافية لإحالتهم إلى المحاكم ؛ ويرى مراقبون أن خطر تنظيم القاعدة بدأ يعود بشكل لافت في شكل جماعات إسلامية مسلحة أبدت ولاءها للتنظيم، حيث تمولها جمعيات خيرية تنتشر في أوروبا وتعمل على تكوين خلايا نائمة تجند الشباب للذهاب للقتال في أمكان تواجدهم في العالم.