رغم أن عام 2015 كان الأسوأ على المهاجرين لكثرة حوادث الغرق في مياه البحر المتوسط، حيث ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن نحو 2300 مهاجر لقوا حتفهم خلال رحلات محفوفة بالمخاطر، من دول الصحراء الإفريقية إلى القارة الأوروبية، إلَّا أن هذا العام لم يقل عن قبله سوءًا، حيث يشهد عام 2016 حوادث غرق متفرقة للمهاجرين تفوق العام الماضي. شهد البحر الأبيض المتوسط هذا العام مأساة إنسانية، وأصبح مقبرة عميقة لأحلام الباحثين عن غد أفضل، حيث تتداول يوميًّا أخبار عن غرق العشرات بل المئات من المهاجرين أطفال ونساء وعوائل، الأمر الذي جعل من هذا الأمر المتكرر مشهدًا عاديًّا في أذهان الناس، فلم تحرك صورة المنقذ الذي حمل طفلًا انتشل جثته في البحر المتوسط ساكنًا، ولم تؤثر في الرأي العام العالمي كما فعلت في السابق مع صورة إيلان الطفل السوري، وكذلك أدت الأرقام الفلكية التي يقضى عمرها يوميًّا في هذه المأساة إلى الشعور بالامبالاه لدى الأغلب عند سماع مثل هذه الحوادث. الأسبوع الماضي حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من حالات غرق المهاجرين، حيث أكد وليام سبندلر، المتحدث باسمها، من أن المفوضية تلقت معلومات جديدة تفيد بغرق 880 مهاجرًا ولاجئًا على الأقل، خلال لقاءات مع ناجين من حوادث القوارب في البحر الأبيض المتوسط. ووصف المتحدث عام 2016 ب«العام المميت» جراء زيادة حوادث غرق وتحطم السفن التي تنقل المهاجرين واللاجئين عبر البحر المتوسط، فقد ما يصل إلى ألفين و510 أشخاص حياتهم في البحر خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة بحوالي ألف و855 شخصًا خلال نفس الفترة من العام الماضي. ورصد «البديل» أبرز حوادث غرق المهاجرين في البحر خلال هذا العام، حيث لم يمر شهر إلَّا وشهد حادثة مأساوية ينتشل فيها العشرات بل والمئات من الجثث أغلبها من الأطفال. يناير.. عشرات القتلى بحوادث متفرقة في شهر يناير من العام الجاري غرق أكثر من 44 شخصًا في ثلاث حوادث متفرقة بين السواحل التركية واليونانية، وأدى انقلاب زورق قبالة جزيرة كالوليمنوس الصغيرة إلى مقتل 34 شخصًا، منهم 11 طفلًا و16 امرأة، وغرق سبعة أشخاص آخرون، ستة أطفال وامرأة واحدة، عند جنوح مركبهم قبالة سواحل فرماكونيسي «شمال»، وانتشل خفر السواحل التركية من جانبه، جثث ثلاثة أطفال بعد حادث غرق ثالث قبالة ديديم. فبراير.. 300 قتيل قبل الوصول إلى أوروبا وكان شهر فبراير من أسوأ الشهور على الهاربين من منازلهم وبلادهم طامحين في حياة كريمة، حيث غرق قاربان يقلان نحو 300 مهاجر كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، وقالت المتحدثة باسم المفوضية في ذلك الوقت: «تم إنقاذ تسعة أشخاص، بينما ابتلعت الأمواج 203 آخرين». مارس.. اتفاق اللاجئيين مع تركيا في مارس أكد حرس السواحل التركي أن قاربًا يقل مهاجرين من تركيا إلى اليونان غرق، وأن عدد ضحايا الحادث 25 مهاجرًا، وأنقذ 15 شخصًا بعد انقلاب القارب وغرقه بالقرب من منتجع ديديم التركي. وجاء هذا الحادث قبل يوم واحد من موعد انعقاد قمة تركية أوروبية في بروكسل لبحث أزمة المهاجرين، حيث وقَّع الجانبان في هذا الشهر اتفاقًا خاصًّا باللاجئين، كان يتوقع أن يحد من حوادث غرق المهاجرين، لكن يبدو أن التغيرات الأخيرة في تركيا وخروج أوغلو من المشهد وقرب انهيار الاتفاق فضلًا عن القيود الأوربية التي فرضتها دول أوروبا على الهجرة الشرعية، كانت سلبية على المهاجرين وأسفرت عن زيادة الرحلات غير الشرعية مرة أخرى. حوادث شهر أبريل غرق مئات من المهاجرين عندما انقلب مركب كان يقلهم في البحر المتوسط، حيث قال ناجون نقلوا إلى مركب آخر: إن نحو 500 شخص لقوا حتفهم، لكن خفر السواحل في المنطقة لم يستطيعوا تأكيد ما قاله الناجون. مايو وفي مايو أعلنت المنظمة العالمية للهجرة عن غرق مئات المهاجرين غير النظاميين في مياه البحر المتوسط في ثلاث حوادث متفرقة، أهمها غرق قارب كان غالبية ركابه مغاربة الجنسية، وأضافت المنظمة أن القارب كان يحمل على متنه حوالي 650 مرشحًا للهجرة السرية في المياه الليبية، وتمكنت البحرية الإيطالية من إنقاذ حوالي 540 شخصًا. حادث يونيو الأخير أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس أن المركب الذي غرق على بعد 75 ميلًا من جزيرة كريت اليونانية، انطلق من إفريقيا وعلى متنه نحو 700 شخص، ولم تؤكد شرطة الموانئ اليونانية هذا الرقم، لكنها أشارت إلى أن «مئات» من الأشخاص كانوا على متنه، في حين أعلن عن انتشال 117 جثة لمهاجرين قبالة ليبيا. وأدى غرق القارب إلى وفاة 9 أشخاص على الأقل، تم انتشال جثثهم. وشاركت خمس سفن تجارية في عمليات البحث، وتم إنقاذ 340 شخصًا حتى الآن. وذكرت شرطة الموانئ اليونانية أن 242 من الناجين سيتم نقلهم إلى إيطاليا، و75 إلى بور سعيد في مصر، بموجب قانون الإنقاذ البحري، فيما تبقى وجهة باقي الناجين غير محددة، كما لم تتوافر أي تفاصيل بشأن جنسياتهم.