استغل بعض أساتذة الجامعات امتحانات نهاية العام، وتزامنها مع استمرار أصداء التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وقام بعضهم بوضع امتحانات أكدوا فيها قطعا على سعوديتهم، وسط اعتقاد منهم بأن اجبار الطلاب على الإجابة التي يريدونها، سوف تغير آراء الطلاب وقناعتهم حول الجزيرتين، وسوف تتحول آرائهم، إلى ما يريده الدكاترة. وجاء السؤالٌ الذي وضع باختبار نهاية العام الدراسي بمادة الجغرافيا للفرقة الثالثة بكلية التربية جامعة الإسكندرية، مثيرا للجدل داخل الوسط الجامعي وخارجه، بعد أن وصف واضع الامتحان جزيرتي تيران وصنافير بالجزر السعودية، حيث جاء السؤال: "تناول بالشرح والتحليل الدراسة الظاهرات الجغرافية الأتية موضحا الإجابة بالخرائط اللازمة إن أمكن.. أولا: يعد جسر الملك سلمان الذي يربط بين كل من مصر والسعودية والذي يمر بالجزر السعودية صنافير وتيران، نقلة اقتصادية واستراتيجية هامة لمصر والسعودية وكان تم التوقيع على الاتفاقية -التي تنص بأن جزيرتي تيران وصنافير تابعة للسعودية- من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية 7 أبريل 2016، ومن المقرر مناقشتها في البرلمان. سؤال جامعة الاسكندرية لم يكن الأخير حيث تناول امتحان طلاب الفرقة الثانية بكلية الإعلام، بجامعة القاهرة، سؤالًا أيضا عن الجزيرتين طالب فيه واضعه توضيح الأسباب التي جعلت قضية جزيرتى «تيران وصنافير » من القضايا التي جذبت انتباه الشعب في الفترة الأخيرة، واعتبارها قضية رأى عام، مع توضيح الخطاب الإعلامى لها في وسائل الإعلام المصرية. وقال الدكتور، أحمد دراج استاذ العلوم السياسي، إن واقعة امتحان الطلاب وفرض رأي على الطلاب، تكشف عن عدة أشياء أولها قضية الإنتماء واختلال المعايير عند بعض الأشخاص الذين من المفترض فيهم أنهم مسئولون بالجامعات عن زرع الوطنية داخل الطلاب، كما تكشف عن ميل البعض لإستغلال وقت الإمتحانات للترسيخ لفكرة يتبناها بعض اساتذة الجامعات. وأضاف"دراج" أن فرض رأي شخصي من الدكتور بامتحان يحدد مستقبل الطلاب نحو النجاح والرسوب، لن يكون له اي أثر على تفكير وقناعات الطلاب، لأن اجابات الطلاب سوف تكون وفق قناعات الدكتور، الا أن ذلك لن يغير قناعاتهم الشخصية، لأن الجامعة لم تعلمه أن يكون صاحب رأي أو لديه ثقة بمدرسه، وانما علمته ان يكون صدى للمدرس، لافتا إلى أن الإجابات سوف تكون بهدف الحصول على الشهادة لا أكثر، الا أن الأمر أكبر من ذلك بأن تداعيات ما يفعله الأساتذة سوف تكونذات أسر يلبي مستقبلا. وعلق الدكتور وائل كامل، المتحدث باسم مؤتمر 31 مارس بالجامعات، إن أخلاقيات مهنة التدريس تقتضي أن لا يتم تناول القضايا محل الجدل في الإمتحانات الا بعد التيقن من صحتها 100% مشيرا إلى أن واقعة إلزام الطلاب برأي شخصي من المفترض أن يتم التحقيق مع من وضع الإمتحان حول أي أساس استند لما وضعه بالإمتحان، وذلك اذا ماكانت الاموؤ تسير بوضعها الطبيعي. وأضاف"كامل" أن هناك فرق ساشع بين امتحان تربية اسكندرية عن الجزيرتين، وبين اعلام القاهرة، فالأول أصدر قرار وحكم فيه على سعودية الجزيرتين واستبق التحقيقات وكأنها اصبحت واقع، والثاني يحاول من خلال الإمتحان استشفاف رأي الطلاب حول الجزيرتين، وهو الدور الذي لابد ان تقوم به الجامعات، لمناقشة قضابا المجتمع والإلتحام بها، فدور الجامعة والأستاذ ليس بتوجيه الطلاب للتملق أو التقرب لأحد، وأوضح أن واقعة إلزام الطلاب برأي شخصي من المفترض أن يتم التحقيق مع من وضع الإمتحان وعلى أي أساس استند لما وضعه بالإمتحان، وذلك اذا ماكانت الاموؤ تسير بوضعها الطبيعي.