استيقظ المصريون على كارثة جديدة، بسقوط طائرة ركاب مصرية في البحر المتوسط داخل المياه الإقليمية لليونان، وأعلنت وزارة الطيران المصرية، صباح اليوم، أن الطائرة المفقودة التي كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة في رحلة 804 تحطمت وعلى متنها 66 شخصًا، من بينهم 30 مصريًّا و15 فرنسيًّا و11 شخصًا من جنسيات مختلفة، وقالت مصر للطيران إن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع 37 ألف قدم، عندما اختفت قبل دخولها إلى المجال الجوي المصري بعشرة أميال. وذكرت وكالات الأنباءقبل قليل، نقلًا عن مصادر مسؤولة بشركة مصر للطيران، أن الطائرة – وهي من طراز إيرباص – تحطمت، غير أن ذلك لم يتأكد رسميًّا حتى الآن. وتقوم فرق البحث والإنقاذ التابعة للبحرية المصرية حاليًّا بمسح المنطقة؛ في محاولة لكشف مصير الطائرة التي اختفت من على شاشات الرادار عند نقطة "كومبي" الحدودية الفاصلة بين المجال الجوي المصري واليوناني. حيث اختفت طائرة مصر للطيران من على شاشات الرادار بعد 10 دقائق من آخر اتصال أجرته مع أبراج المراقبة في اليونان، التي دفعت هي الأخرى بطائرات البحث في المنطقة التي يعتقد اختفاء الطائرة عندها. وفور الإبلاغ عن الحادث شكلت شركة مصر للطيران غرفة طوارئ بمطار القاهرة الدولي، توجه إليها رئيس الوزراء شريف إسماعيل، في الوقت الذي قطع فيه وزير الطيران المدني شريف فتحي زيارته للسعودية عائدًا إلى القاهرة؛ لمتابعة تطورات الحادث. فرنسا: لا نستبعد أي فرضية كما أعلن مسؤولون فرنسيون أن فرنسا "لا تستبعد أي فرضية" في اختفاء الطائرة المصرية، وأضافوا أن الحكومة الفرنسية "ستتعاون بشكل وثيق" مع مصر؛ لكشف ملابسات ما حدث. وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اتصل بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأنهما "اتفقا على التعاون الوثيق لكشف ملابسات اختفاء (الطائرة) بأسرع وقت". كما أشار رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس إلى أنه "لا يمكن استبعاد أي فرضية حول أسباب اختفاء الطائرة". فيما أكد وزير الطيران المدني في المؤتمر الصحفي المنعقد الآن أنه لا يمكن أبدًا إقلاع طائرة وبها عيب أو عطل فني، وأن ما قيل عن أن الطائرة أقلعت وبها خلل فني "كلام فاضي"، وفي عالم الطيران فإن هذا كلام غير معقول، وليس منطقيًّا. ونفى ما تردد بأن الطائرة أصدرت نداء استغاثة غير مضبوط، مؤكدًا أن من أصدر هذا التصريح تراجع عنه، واعتذر. اللواء طيار أمين راضي، والقيادي بحزب المؤتمر، قال إن الخطوات المتبعة في مثل هذه الحوادث هي العمل على إنقاذ الركاب وانتشال الجثث، بجانب استخراج الصندوق الأسود، الذي سيكون الخيط الأول لمعرفة أسباب سقوط الطائرة، بالإضافة إلى إصدار بيان رسمي من شركة مصر للطيران؛ لمعرفة أسباب الحادث. وشدد على أن المعلومات في مثل هذه الحوادث يجب أن تكون من مصادر موثقة، خاصة في ظل تضارب الأنباء عن سبب سقوط الحادث، مشيرًا إلي أن نوع الطائرة حديث، وهو ما يعني أن نسبة وجود عطل فني ضعيفة، ولكن لا نريد أن نستبق الأحداث، وعلينا أن ننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات الأولية، خاصة أن هناك عددًا من الدول سيشارك في هذا الأمر، سواء فرنسا، وهي الدولة التي تحركت منها الطائرة، أو اليونان، بما أن الطائرة سقطت في حددوها البحرية، بجانب شركة السياحة المنظمة للرحلة، وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى الشركة المصنعة للطائرة. وتابع راضي أن الطائرات والسفن بها خاصية إرسال رسائل استغاثة لكل الجهات والهيئات الموجودة في محيطها، سواء كانت جهات عسكرية أو مدنية، ومن المفترض أن تتحرك أي جهة تكون قريبة لموقع الاستغاثة. في نفس السياق قال النائب طارق رضوان،وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء عقب الإعلان عن اختفاء الطائرة. وللأسف نقف جميعًا مكتوفي الأيدي أمام هذا الخبر المهيب والمفجع، ولا نملك سوى الدعاء والدعاء فقط. وطالب وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالتريث في أي ارتجالات أو تصريحات أو تكهنات، حتى نستمع إلى بيان رسمي من وزارة الطيران أو من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أن هذا الحادث سيؤثر بالسلب على قطاع السياحة، الذي يعاني من حالة ركود خلال الفترة الماضية. يُذكَر أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها شركة مصر للطيران لأزمة خلال الفترة الماضية، فقد سبق وأعلن عدد من الطيارين إضرابًا جزئيًّا الأسبوع الماضي؛ بسبب مطالبتهم بتحسين رواتبهم وأوضاعهم المالية، بجانب اختطاف طائرة ركاب أقلعت من مطار برج العرب من محافظة الإسكندرية، كانت متجهة إلى مطار القاهرة، وتغير مسارها إلى اليونان الشهر الماضي.