توالت ردود الافعال على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالأمس، التي تحدث فيها عن الصراع العربي الإسرائيلي، ودعى لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني وأن الفرصة حقيقية لحل القضية، مضيفا أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية قد يراها البعض أنها سلام غير دافئ، لكنها ستكون أكثر دفئا إذا ما تحقق أمل الفلسطينيين في إقامة دولة. وفي الوقت الذي لاقت فيه تصريحات السيسي ردود فعل إيجابية من القيادة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي معلنين ترحيبهم، أعاد الخطاب "الملطف" مع إسرائيل للإذهان بعض انتهاكات والخروقات الصهيونية المستمرة على الدول العربية خلال السنوات الماضية، التي كانت في الأغلب بعد اتفاقية كامب ديفيد مع مصر وأوسلو مع السلطة الفسلطينية، محذرين من أن الكيان طالما يجرى اتفاقيات ومعاهدات، لكنه لم يلتزم بها في النهاية. ورصدت "البديل" أبرز الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية ضد الدول العربية خلال السنوات الماضية، التي تثبت عدم التزامه بالقانون الدولي حيث اتهم في كثيرمن الإحيان بارتكاب جرائم حرب، فلم تتورع إسرائيل يوما عن انتهاك القوانين والأعراف الدولية، بل وصل حقدها إلى قصف منازل فلطسينية في الحرب الأخيرة في غزة لقتل شريحة واسعة من المدنيين، في شكل من أشكال إرهاب الدولة، مستخدمةً أسلحة محرمة دولياً. مصر ورغم اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر والكيان الصهيوني في سبعينات القرن الماضي، إلا أن مصر لم تسلم من خروقات الكيان، ففي 5 أكتوبر 1985 شهدت الحدود المصرية الإسرائيلية اختراقًا من قبل الكيان الصهيوني، فيما تعرف إعلاميًّا بحادثة سليمان خاطر؛ حيث كان الجندي سليمان خاطر يؤدي نوبة حراسته بمنطقة رأس برقة، وفوجئ بمجموعة من الجنود الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، فأطلق رصاصات تحذيرية ثم أطلق النار عليهم بعدما لم يستجيبوا للطلقات التحذيرية؛ فقتل وأصاب 7 منهم، لكن رغم العمل الذي وصفه كثيرون بالبطولي تمت إحالة سليمان خاطر للمحاكمة العسكرية وحكم عليه بالسجن المؤبد 25 عامًا، وفي اليوم التاسع لحبسه نشر خبر انتحاره في ظروف غامضة، بينما أكدت بعض المصادر فيما بعد أنه تم التخلص منه للتغطية على قصته. وفي 18 سبتمبر 2004، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة، أصابت منطقة تل السلطان برفح على الحدود المصرية أسفرت عن سقوط 3 شهداء هم: علي صبحى النجار (21 سنة) ومحمد عبد الفتاح (22 سنة) وعامر أبو بكر عامر (22 سنة) من جنود الأمن المركزي، وفي يناير وفبراير 2008، قتلت إسرائيل المواطن حميدان سليمان سويلم (41 سنة) خلال ذهابه لعمله، وأيضًا يوم 27 فبراير من العام نفسه، قتلت إسرائيل الطفلة سماح نايف سالم، أمام منزلها على الحدود قرب معبر كرم سالم. فلسطين طالما شهدت الأراضي المحتلة الكثير من الخروقات الصهيونية، فرغم توقيع اتفاقيات أوسلو، خرقت إسرائيل مرارًا نصوصها ومبادئها؛ فلم يقم الكيان الصهيوني بإنهاء احتلاله، وفقًا لما تنص عليه الاتفاقية التي تمنح الفلسطينيين الحصول على حريتهم بحلول أغسطس 1999، لكن حتى الآن، فإن الاحتلال الإسرائيلي ليس مستمرا فقط، لكنه يتوسع ويتكثف ويبني مستوطنات جديدة، فلم يخف على أحد استمرار الكيان الصهيوني في بناء وتوسيع المستوطنات غير القانونية وفقًا لميثاق جنيف في الخمسينات التي صادقت عليه إسرائيل ولم تلغه أوسلو ويمنع إقامة الكيان من مستوطنات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، اعتقل الكيان الصهيوني آلاف الفلسطينيين، وعانى الفلسطينيون من أعلى معدل اعتقالات في العالم، كما تشهد الأراضي الفلسطينية حالات عنف وقتل متعمد بالرصاص الحي من قبل الكيان الصهيوني، مخترقًا اتفاقيات عديدة مع السلطة الفلسطينية، فينص اتفاق موقع بين الجانبين في القرن الماضي على عدم السماح باستخدام الأسلحة النارية إلا كملجأ أخير بعد فشل كل محاولات السيطرة على الحدث أو الواقعة مثل تحذير المعتدي أو إطلاق النار في الهواء، ورغم هذا البند، استهدف جنود الاحتلال محتجين فلسطينين عمدًا بالذخيرة الحية. وبعد إجراء تحقيقات عديدة على الممارسات الصهيونية خلال الانتفاضات الأخيرة، استنتج أطباء من أجل حقوق الانسان أن «جنود الجيش الإسرائيلي لا يطلقون النار فقط في المواقف المهددة لحياتهم وأنهم يطلقون النار على الرؤوس والأفخاذ بهدف الإصابة والقتل وليس تجنب فقدان الحياة والأذى». كما يتذكر كثيرون ما حدث من الكيان الصهيوني من انتهاكات مستمرة على قطاع غزة خاصة في العدوان الأخير عام 2014، حيث واصلت قوات الاحتلال عمليات قتلها للمدنيين وتدمير ممتلكاتهم، حيث شنت أكثر من 1500 غارة جوية، ما تسبب في سقوط مئات الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال، حيث استشهد في العدوان الإسرائيلي نحو 2138 فلسطينيا أغلبهم من المدنيين، بينهم أكثر من 500 طفل، وأصيب أكثر من 11 ألف شخص آخرين، بحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينيةوالأممالمتحدة. وتقدر الأممالمتحدة عدد المنازل التي دمرت في غزة بأكثر من 17 ألف، ما أدى إلى تشريد 100 ألف فلسطين، واتهم تقرير لمنظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب انتقاما لأسر جندي إسرائيلي خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. لبنان تعتبر مذبحة صيدا 16 يونيو 1982 من أشهر الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق العرب، حيث وقعت إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان حين أجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في لبنان عملية قتل جماعي لما لا يقل عن 80 مدنياً ممن كانوا مختبئين في بعض ملاجئ المدينة. وفي أبريل من كل عام، يحيي الشعب اللبناني ذكرى مجزرة قانا الأولي التي وقعت في 18 أبريل 1996 التي تمت في مركز قيادة فيجي التابع ليونيفل بقرية قانا جنوبلبنان، حيث قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية عناقيد الغضب التي شنتها إسرائيل على لبنان، أدى قصف المقر إلى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح، واجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل، لكن الولاياتالمتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض "الفيتو". مجزرة صبرا وشاتيلا، وقعت في مخيم للاجئيين الفلسطينينبلبنان وارتكبت في 16 سبتمبر 1982، وراح ضحيتها 3500 شهيد، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي وحلفائهم في لبنان، وتدل التقديرات أن ربع الضحايا هم من اللبنانيين، فيما البقية من اللاجئين الفلسطينيين. وبعيدًا عن المذابح الإسرائيلية المتعددة التي تحتاج إلى آلاف الصفحات لتدوينها، تشهد الأراضي اللبنانية خروقات جوية إسرائيلية متعددة في السنوات الأخيرة بلغت الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية، وتأكد ذلك من خلال سقوط طائرات الاحتلال الاستطلاعية. سوريا لم يقتصر الأمر على فلسطينولبنان فقط، بل انتهك الكيان الصهيوني كل الأعراف الدولية باستمراره في احتلال الجولان السوري منذ عام 1967، فارضا على المواطنين السوريين القابعين تحت هذا الاحتلال واقعاً مريراً، ورغم القرار رقم 497 لعام 1981 الخاص بتحمل الأممالمتحدة مسؤولياتها تجاه الاحتلال، إلا أنها استسلمت لهذا الواقع ولم تتحرك بما يستحق من جديّة واهتمام تنفيذاً لقراراتها ذات الصلة بهذا الشأن، ولم تلزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها المنهجية والجسيمة لحقوق الانسان، ووضع حد لسياسة الاستيطان والإرهاب والقمع والتمييز العنصري وسرقة موارد الجولان الطبيعية، بما في ذلك المياه والنفط والغاز. وفي الذاكرة، اعتداء للكيان الصهيوني على قرية الخشنية في سوريا في السبعينات من القرن الماضي، وهي قرية ومركز ناحية في وسط الجولان، بعد أن أصر سكانها على البقاء في أرضهم رافضين النزوح عنها، فما كان من قوات الاحتلال الإسرائيلي إلا أن نفذت مجزرة مروعة جلا على إثرها سكان القرية، الذين رأوا بأعينهم مشاهد الإعدام والتمثيل بالجثث، إضافة إلى قصف القرية بما يزيد على 85 قنبلة دمرت القرية تدميراً كاملاً.