تتلاقى رؤى وإبداعات 5 فنانين تشكيليين؛ للتعبير عن حالات تعاني من المرض النفسي في معرض بعنوان «مزمن»، يفتتح الأربعاء المقبل، بمركز الصورة المعاصرة، ويتضمن أعمالًا للفنانين: خوارج العباسية، ألبيرتوجريفي، دورا جارثيا، محمد شوقي حسن، وأوريل أورلو. ويصاحب المعرض برنامج يستكمل المشروع، ويتضمن عروض الأفلام والقراءات والنقاشات. «مزمن» يعد الجزء الثاني من مشروع أطلقه مركز الصورة المعاصرة بعنوان «لو لم يكن هذا الجدار»، ويتناول خلاله الفنانون حالات مختلفة من أساليب العزل والحبس، فيما ركز الجزء الأول من المشروع الذي تناول العام الماضي تجربة السجن، على تناول المرض النفسي في سياقه السياسي والاجتماعي، معتبرًا أنه نتاج لنمط الحياة الرأسمالي والنظم السياسية القمعية والنزاعات العنيفة التي تحيطنا. عنوان المعرض «مزمن» يستمد دلالته من طبيعة المرض النفسي وامتداده كمرض مزمن، ويتعرض المشروع لأشكال من الحالات النفسية، تتباين بين الشعور المنتشر بالإرهاق أو الحزنو والصدمات التي تصاحب تجارب الحبس أو العيش تحت الاحتلال، كما يتعرض لتاريخ النضال لفتح مؤسسات العلاج النفسي. يتبنى «مزمن» مناقشة أشكال من المرض النفسي، كمدخل لقراءة الواقع السياسي والاجتماعي المعاصر، خاصة مشاعر الصدمة التي يسببها النزاع والعزل الجبري، كما يعرض لحظات مظلمة في تواريخ الأماكن والأحداث، نرى من خلالها تجارب معايشة العنف والاحتلال وتجارب الحبس من منظور ما تتركه على ذويمن تعرض لتلك التجارب؛ في محاولة لتعرية المعاناة المتوارية والمتراكمة والمهمشة التي يتم تجاهل التعبير عنها، وإبراز أن أشكال العزل والحرمان من الحقوق الشخصية في مؤسسة العلاج النفسي ليست سوى الوجه البارز لآليات عزل متواجدة في أماكن عديدة حولنا، مثل العائلة والمدرسة ومكان العمل، كما يطرح إمكانية أن تكون المتاعب النفسية وقودًا للمقاومة بدلًا من عبء يتحمله صاحبه، من خلال استكشاف ما تحمله كتجارب إنسانية من غنى وتعقيد في سياق العمل من أجل التغيير.