اجتمع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع بمدينة هيروشيما غرب اليابان أمس؛ لمناقشة قضايا المجتمع الدولي، من بينها الإرهاب وأزمة اللاجئين والتعاون الاقتصادي، واتفقوا على العمل معًا لتعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب. ضم الاجتماع السنوي لمجموعة الدول الصناعية السبع وزراء خارجية بريطانيا، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المانيا، التي تغيبت هذا العام، وتناول أمورًا أخرى، بعيدًا عن مناقشة الإرهاب والمواضيع الاقتصادية، منها الملف الكوري الشمالي وتوترات بحر الصين. الاجتماع يعيد للأذهان الصاروخ النووي الأمريكي ويمثل هذا الاجتماع أمرًا غاية في الإحراج للقيادة الأمريكية، لاسيما أنه عقد في مدينة هيروشيما، التي استهدفتها واشنطن بقنبلة ذرية قبل 71 عامًا، واعتبرت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لهذه المدينة تاريخية وغير مسبوقة، حيث وصل إلى قاعدة ايواكونى العسكرية قادمًا من العاصمة الأفغانية كابل، ليختتم بذلك جولته التي زار فيها كلًّا من البحرين والعراق وأفغانستان، ويكون كيري بذلك أول وزير خارجية أمريكي يزور الموقع الشهير، حيث وضع الزهور على النصب التذكاري لضحايا أول هجوم نووي في العالم. وفي مقابلة مع صحيفة يابانية، تهرب كيري من الرد على سؤال عن تقديم اعتذار وتعبير عن الأسف على هذا القصف، واكتفى بالدعوة إلى «عالم بلا أسلحة نووية»، وقال: «نعم الولايات المتحدة ملتزمة منذ فترة طويلة بنزع السلام النووي في العالم»، وذكر أن الرئيس باراك أوباما عزز أولوية هذا الهدف، ملمحًا بذلك إلى خطابه الشهير الذي ألقاه في براج أبريل 2009. فيما قال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا، في افتتاح الاجتماع: «بهذه المناسبة أريد أن أوجه رسالة قوية من أجل السلام وعالم بلا أسلحة نووية»، أما رئيس البلدية كازومي ماتسوي فإنه يأمل أن تسمح هذه الزيارة بإدراك حقيقة القنبلة الذرية. وعلى الرغم من المأساة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 210 آلاف شخص معظمهم مدنيون، إلَّا أن الأمريكيين مقتنعون حتى الآن بأن عمليتي القصف النووي كانتا ضروريتين لدفع اليابان إلى الاستسلام، ولم يقدموا يومًا اعتذارات على مقتل 140 ألفًا في هيروشيما و74 ألفًا في نجازاكي، الذين قتلو على الفور نتيجة الإشعاعات والحروق بعد القنبلة النووية. كوريا الشمالية فرضت بشكل واسع قضية التهديدات النووية الكورية الشمالية خلال الاجتماع، لاسيما الصواريخ التي أطلقتها بيونج يانج مؤخرًا، حيث أعلنت قبل الاجتماع بيوم واحد أنها اختبرت بنجاح محركًا جديدًا لصاروخ بالستي عابر للقارات. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بأن الرئيس كيم جونج أون قال: إنه بفضل هذا المحرك الجديد أصبحت جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، قادرة على تزويد النوع الجديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات، برؤوس نووية أكثر قوة. وقال الرئيس الكوري الشمالي: إنه بفضل هذا النجاح أصبح بمقدور بيونج يانج «توجيه ضربة نووية للأعداء بدءًا من الولايات المتحدةالأمريكية»، هذه التصريحات أثارت غضب واشنطن، وهو ما استدعى الرد وحشد المجتمع الدولي لمواجهة ما أسمته مخاطر كوريا الشمالية النووية. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنه على كوريا الشمالية أن تمتنع عن «أي خطوة أو تصريح من شأنه زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر». ولم تهيمن التهديدات النووية لكوريا الشمالية على احتماع دول السبع فقط، ففي الاجتماعات السابقة، لاسيما قمة الأمن النووي في واشنطن، شهدت حشدًا أمريكيًّا واسعًا ضد بيونج يانج واجتمع أوباما مع نظيره الصيني شي جينبينغ وحليفيه رئيس الوزراء الياباني والرئيسة الكورية الجنوبية لمواجهة ما أسماه الخطر النووي لكوريا الشمالية. الاجتماع دون روسياوالصين دولتان أساسيتان غابتا عن هذا الاجتماع، هما روسياوالصين، اللتان تعتبران من أكثر الدول الصناعية في العالم، فمن جانبه حذر وزير الخارجية الصيني وانج يي، مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى من تضخيم قضية بحر الصين الجنوبي في اجتماع وزراء الخارجية. ونقل عن وانج يي قوله لوزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، في العاصمة الصينيةبكين: إن الصين تأمل من بريطانيا أن تتبني موقفًا موضوعيًّا وعادلًا في القضية، وألَّا تتحيز لأحد الأطراف المتنازعة. وتواجه الصين انتقادات متزايدة بسبب النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، حيث تتعارض طلبات بكين مع مطالب دول أخرى في المنطقة. وحذر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الماضية من العسكرة وإجراءات بكين في بحر الصين الجنوبي، وأضاف كارتر: إننا نؤيد الدبلوماسية المكثفة في المنطقة، وليس زيادة التوتر، والتهديد باستخدام القوة، أو التغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن.