كتبت: رحمة حامد لم تعد قضية الوقوف أمام ظلم أمناء الشرطة وتجاوزاتهم تخص الأطباء فقط بل تعدت إلى المواطنين في الشوارع أيضا بعدما قتل الشاب محمد عادل إسماعيل سائق سيارة سوزوكي بطلق ناري أطلقه عليه أمين شرطة بجوار مديرية أمن القاهرة مساء أمس الخميس. ثورة عارمة سيطرت على أهالي الدرب الأحمر دفعتهم للتجمهر أمام مديرية الأمن مرددين هتافات ضد الشرطة، ومطالبين بسرعة القبض على المتهم الهارب. فيما صدر بيان عن مديرية أمن القاهرة في محاولة لتهدئة الأهالي وتوضيح طبيعة الحادث، جاء البيان كالتالي: أثناء قيام أمين شرطة من قوة النقل والمواصلات بصحبة أحد معارفه بشراء بضائع من المنطقة بمحيط المديرية، وأثناء تحميل تلك البضائع بسيارة ماركة سوزوكي قيادة " محمد عادل إسماعيل " وشهرته عادل دربكة حدثت مشادة كلامية بينهما قام المتهم على إثرها بإخراج سلاح نارى عهدته لفض الاشتباك إلا أن طلقة خرجت منه نتج عنها مقتل الشاب إسماعيل. وأضاف البيان، أنه عقب ذلك تجمع الأهالى للنيل من المتهم إلا أنه تمكن من الإفلات منهم وأصيب من كان بصحبته بإصابات بالغة، وتم توجيه عدة مأموريات لضبط أمين الشرطة المتهم عقب هروبه. بينما علقت على الحادث الدكتورة بسمة عبد العزيز الناشطة الحقوقية بمركز نديم " حوادث أمناء الشرطة ليست جديدة ولا استثناء ف هي قديمة جداً ومتكررة ومتشابهة في أحيان كثيرة، فالأمين يعتبر من نفسه القائم بجميع الأعمال التي يترفع عنها الضباط والقيادات ورغم ذلك لا يحصل على نفس الامتيازات التي يحصلون عليها مما يدفعه للاستسلام التام لقياداتهم واستغلال المواطن المسكين في كسب امتيازاته هو. وتضيف عبد العزيز"لكني أظنهم الآن قد صاروا خارج نطاق السيطرة يفرضون الإتاوات لحسابهم ويعملون من أجل مصالحهم الشخصية دون التقيد بأي ضوابط وأعراف، فقد صنعت وزارة الداخلية منهم يدا غاشمة، عجزت عن التحكم فيها. واستطردت الناشطة الحقوقية مؤكدة "رغم القمع المتزايد ورغم توحش النظام وفقدانه لكل أمارات العقل والمنطق، إلا أن الناس لم تنس أنها كسرت في يناير 2011 حواجز الخوف كلها، ولم يعد أحد يلتزم الصمت رهبة من العواقب.