أعلنت مفوضية الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان 4 يناير 2016، استقالة مكاريم ويبيسونو ممثل الأممالمتحدة الخاص، المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967، قرار جاء بعد تعنت الكيان الصهيوني ومنعه من دخول الأراضي الفلسطينية. تولى ويبيسونو مهامه في شهر يونيو من عام 2014، حيث جاء تعيينه في هذا المنصب قبل شهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، ومن تاريخه لم يسمح له الكيان الصهيوني بالدخول للأراضي الفلسطينيةالمحتلة. هذه المرة لم تكن الأولى التي رفضت فيها السلطات الإسرائيلية طلب دخوله للأراضي الفلسطينية، ففي أكتوبر الماضي 2015 لم يحصل ويبيسونو على رد من الجانب الإسرائيلي على طلبه للدخول لفلسطينالمحتلة. ويبيسونو التقى خلال زيارته إلى المنطقة في سبتمبر 2014 ببعض ضحايا الصراع الأخير في غزة، وشهد على أحداث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وقد عبر وقتها عن بالغ تأثره بقصص الجرحى والضحايا، فأثار قضية الطفلة منار من سكان بيت حانون، البالغة من العمر آنذاك 14 عامًا، والتي فقدت رجليها، محطة لاهتمام المبعوث الدولي، خصوصًا أن منار أصيبت خلال غارة إسرائيلية على مدارس «الأونروا» كما أنها فقدت أمها وثلاثة من إخوتها في تلك الغارة أيضًا. وقال ويبيسونو وقتها: الطفلة منار، رغم أوجاعها، تمكنت من الابتسام له، وقالت: إنها تريد العودة للمدرسة مجددًا، وأبدت رغبتها في أن تصبح مدرسة في يومٍ من الأيام. وكان المبعوث الأممي قد وصف حجم الدمار في قطاع غزة بالكبير، وقال: إعادة الإعمار وحده لا يكفي، بل يجب أن يتم وضع حلول استراتيجية لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، مشددًا على المطلب الفلسطيني بالمساءلة وإنهاء الحصار والاحتلال الصهيوني. كما أعرب ويبيسونو في أكتوبر الماضي من العام الماضي، عن خيبة أمله من عدم سماح الكيان الصهيوني له بدخوله للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وأكد حينها أنه سيدأب من خلال الحوار على المطالبة بدخول الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وسيلتزم بتقديم تقارير وصفها بالموضوعية وغير المنحازة عن الوضع الإنساني في فلسطين. جدير بالذكر أن المبعوث الأممي ويبيسونو كان قد سئل في وقتٍ سابق عن سبب قبوله بهذا المنصب، في ظل الصعوبات التي واجهها قبله المقرر السابق ريتشارد فولك الذي كان يهوديًّا، فأجاب بأنه لا يتناول في تفويضه الجانب السياسي الذي يفرق كثيرًا، لكنه يهتم بكيفية المساهمة بشيء لمساعدة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وتابع أنه رأى شخصيًّا تأثير القنابل على الأطفال، كما شاهد الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم وعائلاتهم وجميع إخوتهم. وأضاف: لا ينبغي أن أبقى صامتًا حيال هذا الوضع المقلق للغاية، فما هو معنى إنسانيتي إن غضضت الطرف عن المشكلة؟ أحاول في آخر مرحلة من حياتي فعل شيء على الأقل لمساعدة الضحايا، إذا حاولت لفترة ما وفشلت، فسأستقيل وأفسح المجال لغيري ليتولى المسؤولية. يذكر أن المقرر المستقيل، الإندونيسي الجنسية، قد تعرض لانتقادات واسعة؛ بسبب مواقفه المعلنة حيال القضية الفلسطينية، التي يعتبرها الجانب الصهيوني منحازة وضد مصالحه، حينما أعرب مكارم ويبيسونو عن عميق انزعاجه إزاء الخسائر الفادحة التي تكبدها المدنيون الفلسطينيون، خاصة الأطفال في غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي استمر 50 يومًا من 7 يوليو حتى 26 أغسطس 2014، حيث قال: لا يمكن تبرير ادعاء إسرائيل أنها تدافع عن نفسها ضد سكان يعيشون تحت احتلال وتحت حصار غير قانوني بموجب القانون الدولي.