أصداء زيارة الرئيس السوري "بشار الأسد" إلى موسكو ظهرت سريعًا خاصة في الشأن السياسي، حيث شهدت العاصمة النمساوية "فيينا" الجمعة محادثات رباعية غير مسبوقة بين وزراء خارجية روسياوالولاياتالمتحدة والسعودية وتركيا حول الأزمة السورية، محادثات تأتي على وقع الخطوات الروسية التي تتجه بالأزمة السورية نحو حل سياسي. وصل صباح الجمعة إلى فيينا وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، حيث عقد في البداية لقاء ثنائيًا مع نظيره الأمريكي "جون كيري" وتبعه اجتماع موسع يجمع الوفدين المرافقين للوزيرين الأمريكي والروسي، وكان من المفترض أن يعقد "كيري" قبل لقائه "لافروف" اجتماعًا مع وزيري خارجية السعودية "عادل الجبير" وتركيا "فريدون سنيرلي أوغلو"، ومن ثم اجتمع "لافروف" مجددًا مع "كيري" ولكن هذه المرة ينضم إليهما وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" ونظيره التركي "فريدون سنيرلي أوغلو" لمناقشة سبل تسوية الأزمة السورية، وفي المساء، التقى "لافروف" بمفوضة الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني". استبق وزراء خارجية الدول الأربعة الاجتماع بتصريحات متضاربة، بعضها يوحي بصعوبة الخروج بحل سياسي ينهي الأزمة السورية المشتعلة والتي تحاول روسيا تقريب وجهات النظر فيها منذ شهور، والبعض الآخر متفاءل ومتفهم للوضع في سوريا ومستعد لحوار يقوم على مباديء سبق وأن تم الاتفاق عليها. وزير الخارجية الروسي أطلق تصريحات تفاؤلية، لكن في الوقت نفسه بدا وكأنه يرسم الأسس والمباديء الصارمة التي من المفترض أن يقوم عليها الاجتماع الرباعي، حيث قال إن موسكو ستنطلق خلال لقاءات فيينا المكرسة للأزمة السورية، من مواقف بناءة، مضيفًا أنه وافق على صيغة المحادثات التي اقترحها عليه الشركاء، لكنه اعتبر أن مشاركة إيران ومصر وقطر والإمارات والأردن ضرورية لتسوية الأزمة السورية. منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني" لم تختلف كثيرًا في موقفها عن الجانب الروسي، حيث قالت إنه من الضروري إشراك الرئيس السوري "بشار الأسد" في عملية الانتقال السياسي في سوريا، وأضافت "موغيريني"، "أرى أننا تعلمنا من دروس العراق أنه يجب أن نحرص على أن تكفل العمليات والتحولات السياسية سلامة كل مكونات المجتمع وإشراكها في العملية"، وتابعت "هذا ما نعكف على دراسته ومن ثم فإن الانتقال يجب أن لا يكون فيه الأسد وسيكون جزءا من مرحلة البداية". وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، بدا متخبطًا بعض الشيء في تصريحاته، حيث قال إن الولاياتالمتحدةوروسياوإيران وأوروبا متفقة على بقاء سوريا موحدة، وعلى أن الشعب السوري هو من يختار قيادته، لكنه اعتبر إن "أمامنا شخص يجب إزاحته بسرعة، هذا الشخص هو بشار الأسد". التخبط التركي واضح منذ تدخل روسيا عسكريًا في الأزمة السورية، فيبدو أن تركيا لاتزال تحت صدمة التحالف القوي بين روسياوسوريا، وهو ما يجعل المسئولين في تركيا يطلقون كل يوم تصريحات منافيه لليوم الذي قبله، فمنذ أيام قال مسئولان بالحكومة التركية أن أنقرة مستعدة لقبول فترة انتقالية في سوريا مدتها 6 أشهر قبل رحيل الرئيس السوري "بشار الأسد"، لكن وزير الخارجية التركي دفن كل هذه التصريحات ليخرج برأي جديد، حيث أعرب عن رفض بلاده لأي مرحلة انتقالية في سوريا تفضي إلى بقاء "بشار الأسد" في السلطة، وشدد "أوغلو" على أن حكومة أنقرة ستبذل ما بوسعها من أجل تسوية سياسية في سوريا. تقاطع الموقف التركي مع نظيره السعودي الذي سعى إلى إجهاض الاجتماع قبل ولادته، حيث قال وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" أن التحركات الروسية في سوريا تشعل الحرب، مشيرًا إلى أن الصراع لن ينتهي إلا بخروج الرئيس السوري "بشار الأسد".