لماذا هرب الراوي مع صديقته سيلفيا من ضواحي المارن؟ ليختبئا في مدينة نيس؟ من أين حصلا على العقد الماسي المُسمّى «صليب الجنوب» الذي ربّما كان شؤمًا عليهما؟ من هما السيد والسيدة نيل؟ لماذا اهتمّا بملاحقة حاملة العقد ورفيقها؟ من هو السيد فيلكور؟ ماذا كان يفعل في نيس؟ ما الذي يربطه بسيلفيا؟… كلها ألغاز متقاطعة ينسج بها المؤلف روايته الرومانسية ليطارد سحرها القارئ لفترة طويلة. تستعد دار الساقي لإصدار رواية "آحاد أغسطس"، للكاتب الروائي الأشهر باتريك موديانو، الذي فاز بجائزة نوبل للأدب عام 2014، وقالت لجنة نوبل الأكاديمية إن الروائي الفرنسي استحق الجائزة "بسبب تمكنه من فن الذاكرة الذي أنتج أعمالا تعالج المصائر البشرية العصية على الفهم، وكشف العوالم الخفية للاحتلال". وقال سكرتير اللجنة بيتر إنجلوند إن موديانو "كتب روايات تعتبر أصداء لبعضها البعض، تتكرر فيها مواضيع الهوية والفقدان والأمل". وتبلغ قيمة الجائزة التي يحصل عليها في العادة كاتب على قيد الحياة 1.1 مليون دولار أمريكي. وتحكي عنه "بي بي سي": كان موديانو البالغ من العمر 69 عاما والذي تركزت معظم أعماله على حقبة الحرب العالمية الثانية وأربعينيات القرن الماضي قد نشر روايته الأولى La Place de l'etoile(ميدان النجمة) عام 1968، وحازت روايته "شخص مفقود" على جازة جونكور الفرنسية عام 1978، وفاز عام 2012 بجائزة الدولة النمساوية للأدب الأجنبي، ولا يفضل موديانو إعطاء المقابلات الصحفية، بل يعيش في باريس في شبه عزلة عن الوسط الأدبي وحفلاته ومناسباته الاجتماعية والمهنية الكثيرة. وبالنسبة لمشروع ترجمة أعماله للعربية، سبق وأعلن مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة (فبراير 2015)، عن قرب إصداره للترجمة العربية لست روايات للكاتب الفرنسي باتريك موديانو، ضمن سلسلة ترجمات "الإبداع الفرنسي الكلاسيكي والمعاصر" التي يشرف عليها ويراجع ترجماتها الشاعر والأكاديمي العراقي المقيم في فرنسا كاظم جهاد، وتترجم الروايات الست الشاعرة اللبنانية دانيال صالح، التي سبق أن ترجمت في السلسلة ذاتها منتخبات قصصية لإميل زولا بعنوان "الفيضان ونصوص أُخرى"، وتم اختيار الروايات، وبدأ التفاهم على حقوقها مع ناشرها الفرنسي، قبل الإعلان عن جائزة نوبل للعام الماضي بشهور، ثم جاء فوز موديانو بالجائزة ليؤكد أهمية ترجمة أعماله بهذا الزخم، وبتركيز على عدد من أهمها وأكثرها انتشارا. عرف موديانو بكتابته الموجزة التي تعمل بالإضمار والمحو، وتتضمن شحنات عالية من الشعر، كما يتبع أسلوب المزج بين الأخيلة والذكريات، ويعيد تصوير التاريخين الشخصي والجماعي.