لم يكتف بسرد تجربته مع الميلاد، بكل تفاصيلها المبهجة، ومسؤولياتها الثقيلة، لكنه غاص في أعماق التجربة، ليستخرج حكمتها، ويعيش روعتها، من خلال نظرة إنسانية، أبوية، فلسفية، كمحاولة للوصول إلى ما بعد الوجود، بأجمل ما في الوجود. صدر حديثًا، عن الدار المصرية اللبنانية، كتاب "ابني يعلمني" للشاعر والكاتب الصحفي وائل السمري، رئيس القسم الثقافي ونائب رئيس تحرير اليوم السابع، على أن يوقعه في السادسة مساء الغد بحديقة مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك. من أجواء الكتاب: «تعرف الآن جوع العين لرؤية الابن، وتعاني منه مثلما لم تعان من قبل، أنت في حالة صوم يبدأ منذ مغيب ابنك عن ناظريك وينتهي حينما ترى فجر عينيه المتطلعتين، تقول لنفسك إن اللقيا قوت الأعين والبعد صيام كافر، وصيام العين عماء، فافرش قلبك بالبسملة وقف راضيًا لتقول: اللهم لك صمت وعلى رزقك أبصرت». يتناول الكاتب وائل السمرى فى الكتاب تجربة إنجاب الطفل الأول، وما يصاحبها من دفقات شعورية يعجز الكثيرون عن وصفها وتخيلها، وعن هذه التجربة قال السمرى في تصريحات صحفية إنه كان كثيرا ما يسمع قول البعض عن شعورهم بالابن الأول، قائلين إنه أفضل ما بالحياة أو أن إنجاب الأبناء من أعظم المشاعر الإنسانية وأنه لم يكن يدرك حجم هذه الخبرة الشعورية النادرة على وجه اليقين إلا حينما رأى ابنه الأول فعلم أن كل ما يقال عن هذه التجربة لا يستطيع أن يصف هذا الإحساس. وعن أسباب تفكيره في إصدار هذا الكتاب يقول وائل السمري: إن الأمر بدأ عفويا فقد كتبت كلمة صغيرة على صفحتي بالفيس بوك عن حالتي الشعورية حينما رأيت ابني الأول، وفوجئت بمدى تجاوب أصدقائي معها واستمر الأمر عدة أيام حتى فوجئت بالكثيرين من أصدقائي يتصلون بي إذا ما تأخرت في كتابة كلمة اليوم لساعة أو ساعتين، ومن خلال هذه التجربة اكتشفت أن الثقافة العربية لم تحتف بتجربة الميلاد بالشكل الكافي في حين أنها احتفت بتجربة الموت وأفردت لها الكتب والمراجع والقصائد والروايات، برغم أن تجربة الميلاد أغنى من تجربة الموت وأكثر إلهاما. والكتاب تأملات بروح الشاعر في التغيرات الحياتية التي تحدث لنا حيث يرصد وائل السمري في الكتاب أثر وجود "معجزة" صغيرة في حياته، تكبر يوما بعد يوم هي "ابنه" ويبدأ منذ القلق والتوتر في انتظار الطفل القادم، الذي يعيد صياغة وفك وتركيب العالم المحيط بالأب، ويكتمل الكتاب برؤية "متكاملة" لنعمة وجود "الابن" في الحياة. وقال ناشر الكتاب في مقدمته إنه:"في هذا الكتاب الجديد على المكتبة العربية يحتفى الكاتب بالحياة، بلحظة الميلاد الفارقة، الخلاقة، ومن خلالها يدون تاريخه الشخصى مع الأبوة ومشاعره الفريدة، متحديا الموت والنسيان والقبح ليصف أحد أهم وأبلغ التجارب الإنسانية بروح شعرية. يذكر أن وائل السمري حصل على الجائزة الأولى في مسابقة كتاب اليوم فرع شعر الفصحى العام 2009 كما حصل على الجائزة الأولى في مسابقة ديوان شعر الفصحى في المسابقة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة 2007، كما حصل على الجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة لأفضل قصيدة لعام 2003. وجائزة أفضل قصيدة الهيئة العامة لقصور الثقافة 2001 .كما صدر له ديوان شعر بعنوان الساقي عن دار ميريت للنشر 2011.