يعد مشروع الممر الملاحي الخاص بربط بحيرة فيكتوريا جنوبًا والبحر المتوسط شمالًا، من أهم الأنشطة الخاصة بالمبادرة الرئاسية للبنية التحتية التابعة لمنظمة النيباد، حيث إنه من المخطط أن ينشيء المشروع ممرًا ملاحيًّا للسفن التجارية الصغيرة والمتوسطة لتنشيط التجارة البينية بين كل من "تنزانياكينياأوغندا رواندا بوروندى الكونغو الديمقراطية جنوب السودان السودان مصر" بجانب إنشاء عدد من المراسى والموانئ النهرية الجديدة والطرق السريعة والسكك الحديدة، مما سيتيح مرونة وسهولة في نقل البضائع والسلع والمنتجات الزراعية والحيوانية بين دول الحوض؛ للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي المنشود للمصريين، ويعود بالنفع الملموس على اقتصاد دول الحوض المصدرة لهذه المنتجات. من جانبه قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري: تكلفة المشروع تتخطى ال6 مليار دولار، وجاري التنسيق مع هيئات التمويل الدولية والبنوك العالمية لتمويل المشروع بقروض ميسرة، يتم استرجاعها بعد تشغيل المشروع، لافتًا إلى أن حكومات الدول وقطاعاتها الخاصة ستشارك بجزء كبير في تمويل المشروع، ومن المتوقع أن يحقق فرصة جيدة لإحداث توافق سياسي إقليمي، لإضفاء مزيد من الأهمية الجيوسياسية لمنطقة دول حوض النيل على وجه الخصوص، والقارة الإفريقية عامة، باعتباره أداة ربط جديدة وفاعلة بين منطقتى جنوب وشمال البحر المتوسط، شاملًا الدول الأوروبية، بما يساهم فلي عمق واتساع الشراكة الإفريقية الأوروبية في المستقبل، تماشيًا مع طبيعة العلاقات وأوجه التعاون بين الطرفين. وأوضح مغازي أنه تفعيلًا لهذا المشروع الضخم أوفدت وزارة الموارد المائية والري ثلاثة من خبراء الوزارة، خلال فبراير الماضي إلى جمهورية جنوب السودان؛ لدفع ما تبقى من تجميع بعض البيانات اللازمة والانتهاء من إعداد دراسات الجدوى الفنية والكراسات التصميمية للمشروع نحو بدء مرحلة التنفيذ في أسرع وقت، وتتواجد حاليًا بعثة من خبراء وزارة الري ووزارة النقل في أوغندا، لاستكمال دراسات ما قبل الجدوى والتعرف على إمكانات الموانئ والنقل النهري في دولة أوغندا. فيما قال الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه: توجد على امتداد النيل الأبيض من فيكتوريا لمصر خمس سدود ضخمة وأربع شلالات حالية، ومنطقة مستنقعات هي الأكبر في العالم يختفي فيها نهر النيل تمامًا في جنوب السودان، فكيف يتم مد خط ملاحي من بحيرة فيكتوريا حتى البحر المتوسط، فهذا مشروع غير علمي على الإطلاق، موضحًا أن بحيرة فيكتوريا هي الأكبر في إفريقيا وفي منابع النيل الأبيض، ويطل عليها بشكل مباشر ثلاث دول وهي كينياوتنزانياوأوغندا ثم دولتان تصبان أنهارهما في البحيرة عن طريق تنزانيا، وهما رواندا وبرواندي، ثم دولة مجاورة وهي الكونغو وتشارك في نهر النيل بنهر السمليكي الذي يوفر نحو 4 مليارات متر مكعب سنويًّا، ويصب في بحيرة ألبرت. ويبدأ النيل الأبيض من بحيرة فيكتوريا في الجانب الأوغندي، ويسمى نيل فيكتوريا الأعلى وأقيم عليه سدين على مخرج البحيرة سد أوين وسد كييرا متجهًا إلى بحيرة ضحلة في وسط أوغندا "كيوجا" دائمة الانسداد بالأعشاب، ويفقد فيها نيل فيكتوريا مياهًا كثيرة ثم يخرج منها باسم نيل فيكتوريا الأدنى، الذي يتجه شرقًا إلى بحيرة ألبرت على الحدود المشتركة بين أوغنداوالكونغو، ويخرج من البحيرة النيل باسم نيل ألبرت متجهًا إلى جنوب السودان عند مدينة نيميل، حيث لا يجد انحدارًا يتدفق من خلاله، فيفترش مساحة كبيرة جدًّا تشمل جنوب السودان كله مكونًا أكبر مستنقع في العالم يفقد فيها 30 مليار متر مكعب سنويًّا، ثم يلتقي مع نهيرات صغيرة تنبع من شرق جنوب السودان وهي بحر الغزال والزراف والعرب ولولو، وتلتقي في تجمعات صغيرة تتجه إلى بحيرة صغيرة جدًّا على الحدود بين السودان الجنوبي والشمالي، تسمى بحيرة "نو" وبيدأ منها النيل الأبيض في الظهور متجهًا إلى شمال السودان، حيث يقابل خمسة شلالات متتالية من السادس وحتى الثاني، ثم شلالين في أسوان انتهيا بعد السد العالي، كما يقابل ثلاثة سدود ضخمة، سد جبل الأولياء وسد مروي في السودان ثم السد العالي في أسوان.