انتهت أزمة قطاع الفنون التشكيلية.. هكذا يبدو الأمر للوهلة الأولى، إلا أن تولي الدكتور حمدي أبو المعاطي -مستمرًا كنقيبًا للفنون التشكيلية- رئاسة القطاع، يجعل الأزمة أكثر تعقيدًا، هكذا يوضح عددًا من رموز الحركة التشكيلية المصرية ل«البديل». بعد توليه أمور القطاع، أكد «أبو المعاطي» عدم تعارض المنصبين معًا، ومبرره أن رئاسته للنقابة "عمل تطوعي"، كما أنه لم يحسم أمر ترشحه رئيسًا للنقابة، لفترة مستقبلية جديدة. الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، يسجل اعتراضه على القرار، ويقول: من الضروري الفصل بين الجانبين، باعتبار أن المهمة بين الطرفين مختلفة، النقابة بطبيعة هدفها نوع من الرقابة على الإدارة التنفيذية، على عكس القطاع الذي يخضع لاعتبارات الحكومة، ومن غير المتوقع أن يكون المسؤول خصمًا وحكمًا في نفس الوقت. «نجيب» يظن أن الاختيار لم يكن تتويجًا لنجاح «أبو المعاطي» في النقابة، ويقول: الوزير الذي اختاره، ولا أظن أنه يعرف أي شئ عن الحركة التشكيلية، رأى من "منظور شكلي" أنه الأقرب لفهم مشاكل القطاع باعتباره نقيب التشكيليين، ويمثل أعلى مرتبة في الحركة التشكيلية، كان لابد أن يكون الوزير حاسمًا، وأن يعرض عليه المنصب متفرغًا له، دون أن يتيح له صلاحية الجمع بين المنصبين. هناك من الصرعات داخل النقابة ما يشل عمل أي نقيب حتى الناجح، لذا فنجيب يؤكد: الاختبار الحقيقي لأبو المعاطي في القطاع، فلن يكون لديه أعذار لو فشل بالمهام المنوط بها للنهوض بالحركة التشكيلية، وقتها سيكون الحكم عليه بلا أعذار. الفنان التشكيلي محمد عبلة، ليس متفائلًا بالقرار، وقال: هناك تعارضًا بين المنصبين، والنقابة ليست عمل إضافي "بعد الظهر" أو تطوعي، فالعمل النقابي تكليف من الجماعة التشكيلية، ولو اعتبره بهذا الشكل فلا نريد تطوعه، ومن الغباء ترشيح نفسه مرة أخرى للنقابة، ولو فعل لخسر المنصبين. "الدولة العميقة اللي مش راضية تسيب حاجة للمستقبل".. هكذا وصف عبلة القوة المرشحة لأبو المعاطي لهذا المنصب، مؤكدًا: لم يحل أبو المعاطي أزمات النقابة، ويمشي بالقصور الذاتي دون حل المشكلات، من خلال قوة دفع خارج إرادته، فإجراءات الانتخابات عقيمة، ولا يكتمل نصاب مجلسها، لذا تظل مستمرة على حالها. الفنان التشكيلي طارق الكومي، يرى من الأفضل لأبو المعاطي التركيز في جهة واحدة، ويقول: "لابد أن يحسم موقفه، وألا يكون الخصم والحكم، بجمعه بين المنصبين، لتعارضهما معًا، ما يجعله في حيرة من أمر، ترى ينصف من في أي مشكلة؟ الجمعية العمومية للنقابة؟ أم الدولة وقطاعها؟"، ويتوقع غياب الحيادية والموائمة بجمعه بين المنصبين. يرد «الكومي» على تصريحات أبو المعاطي التي يتيح فيها لنفسه الجمع بين المنصبين، بزعم أن العمل النقابي تطوعي، ويقول: صحيح عمل تطوعي بلا مقابل مادي، إلا أن آلياته إلزامية، ولابد أن يحقق للنقابة مكاسب، تأتي نتيجة فكر وجهد، عن طريق الإصرار على زيادة موارد النقابة، وتحسين أوضاع الفنانيين، وهو ما يحتاج لوقت وتفرغ النقيب، لذا أنصحه أن يركز في القطاع.