فاجأ العاهل السعودي "سلمان بن عبد العزيز" الأسرة الحاكمة بعدة أوامر ملكية مؤخرا، شملت العديد من التغيرات في هرم السلطة بالرياض، أبرزها تعيين ولي عهد جديد، بالإضافة لولي ولي العهد وتغيير حقيبة الخارجية، ودمج ديوان ولي العهد بالديوان الملكي، الأمر الذي قرأه المحللون بأنه تثبيت لحكم الملك "سلمان"، لاسيما بعد التغييرات الأولي التي أجراها بعد وفاه العاهل الراحل "عبد الله بن عبد العزيز". هذه الأوامر والتغييرات التي جاءت على رأس هرم السلطة في السعودية، تعتبر هي الأكبر منذ تولي الملك سلمان لمقاليد حكم المملكة يناير الماضي، ما جعلها تجذب أنظار كافة دول العالم فضلًا عن تناول الوكالات والصحف العالمية لها والحديث عن تأثيرها على المنطقة وعلاقات السعودية الخارجية مع جميع الدول. رأى أغلب المحللين أن إعفاء ولى العهد الأمير «مقرن بن عبدالعزيز»، ليست مفاجأه بعد التقديرات التى أعقبت رحيل الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»، وأن هذا الإعفاء كان مسألة وقت غير أن أحدا لم يتوقع أن يحدث بمثل هذه السرعة، حيث أن "مقرن" من أم يمنية وبحسب أكثر المتابعيين لشئون القصر الملكي فإنه لا يتمتع بنفوذ يعتد به فى موازين الأسرة الحاكمة، لكن جاء "عبد الله بن عبد العزيز" وليًا لولي العهد وهو منصب استحدثه ضمن آليات جديدة لنظام البيعة لحسم مسألة مستقبل الأسرة الحاكمة وليؤمن لأبنه "متعب بن عبد الله" الطريق إلى ولايه العهد ليكون هو أول ملوك جيل الأحفاد، إلا أن وصول "سلمان" للحكم أفسد كل مخططات "عبدالله"، حيث أعفى "مقرن" وتم تعيين "محمد بن نايف" وليًا للعهد وأسند منصب ولي ولي العهد لابنه "محمد بن سلمان". إن التغييرات الأولي جاءت بالأمير محمد بن نايف لتضعه الأول من بين أحفاد عبدالعزيز الذي يضع قدمه على سلم تولي عرش البلاد، كما اختار الملك سلمان ابنه الأصغر محمد ليتولى حقيبة الدفاع، لكن ما تلاها من تغييرات أكثر إثارة للدهشة،حيث حل محمد بن نايف محل الأمير مقرن في منصب ولي العهد، وأصبح محمد بن سلمان وليًا لولي العهد، لتصبح بين عشية وضحاها المملكة التي اعتادت أن يحكمها ملوك في السبعينيات أو الثمانينيات من العمر تواجه مستقبلًا قد يحكمها فيه ملك في الخمسينيات من عمره، ويليه في سلم الحكم ولي للعهد في الثلاثينيات من العمر، وجاء تغير آخر بعد أيام من الأوامر الملكية التي أصدرها سلمان وهو دمج ديوان ولي العهد بالديوان الملكي ما اعتبره محللون بأنه محاولة لتهميش دور ولي العهد واحجام نفوذه لسيطرة الملك وابنه على سياسات المملكة، لكن هل ينجح في ذلك العاهل الجديد خاصة وأن أمامه عقبه صعبة وهي ولي العهد "محمد بن نايف"، لاسيما وهو مقرب من الإدارة الأمريكية؟. ثمه من يري أن محمد بن نايف له نفوذ واسع في المملكة ويصعب على الملك الجديد تهميش دوره، خاصة في ظل علاقته الوثيقة بالإدارة الأمريكية، وهو ما أكدته ماري هارف المتحدثه بأسم الخارجية الأمريكية أن العديد من المسؤولين الأمريكيين عملوا عن قرب مع الأمير محمد بن نايف ولي العهد بما في ذلك الوزير جون كيري وجون برينان وغيرهم ولديهم علاقات عمل وثيق معه. ويري المحللون أن هذه التغييرات ليست نهاية المطاف، حيث من المحتمل للغاية دمج الحرس الوطنى الذى يترأسه الأمير «متعب» وتفوق قوته أجهزة الأمن من حيث العتاد والتدريب فى بنية وزارة الدفاع تحت قيادة الأمير الشاب محمد بن سلمان، خاصة وأن وزارة الحرس الوطني استحدثها الملك الراحل وزاد من تعدادها وتسليحها وصلاحياتها لتكون مكافئة لوزارة الدفاع التي كان يقودها ولي العهد السابق والملك الحالي. ويشير المراقبون إلى أن هذه الخطوة قد تمكن حكم الملك سلمان والسديرين أكثر على المملكة، إلا أن التغييرات الأخيرة في سلم الحكم قد تؤجل هذه الخطوة ناهيك عن الحرب التي تقودها الرياض في اليمن، حيث يقوم الحرس الوطني بالدور الأكبر في تأمين الحدود السعودية مع اليمن، وهو ما قد يجعل أي تغيير جوهري في هذه الوزارة أمرًا غير مستحب خلال هذه الأوقات. وفي هذا السياق، يقول السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق تعليقًا على مصطلح «السديرون قادمون» إن الملك سلمان هو الإبن السابع للشيخة السيدة حصة السديرى، وأخيه الأكبر هو الأمير نايف والد الأمير محمد بن نايف، ومن هنا جاء مصطلح "السديريون قادمون" الذى يروج له الإعلام، مضيفًا أنه من المفترض ألا تتفاجئ مصر بأي تغييرات داخل الأسرة الحاكمة بالسعودية، مؤكدا أنه لابد أن يكون للقاهرة أصدقاء داخل جميع الدوائر المقربة من سدة الحكم هناك.