استيقظت محافظة شمال سيناء على دوي انفجارات وأصوات سيارات الإسعاف ودوي الطلقات النارية هنا وهناك، بعد أن تعرض عدد كبير من الأكمنة الأمنية في الشيخ زويد ورفح لهجمات مسلحة وممنهجة في توقيت متزامن، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 42 من المجندين والمدنيين، إذ استخدمت العناصر قذائف ال "آر بي جي" والأسلحة المتوسطة . حيث شنت العناصر الإرهابية منذ صباح اليوم الخميس، هجمات متزامنة على 4 كمائن أمنية بمحافظة شمال سيناء 2 منهم بالشيخ زويد و2 في رفح، أسفرت عن استشهاد وإصابة عسكريين ومدنيين في كميني "قبر عمير والعبيدات"، فيما لم تسفر الهجمات عن أي ضحايا في الكمائن الثلاثة الأخرى، إذ استشهد 16 من بينهم 13 مجند و3 مدنيين، وإصابة 26 آخرون من بينهم 17 ضابطًا ومجندًا و9 مدنيين تصادف مرورهم بموقع الاشتباكات . وقال مصدر أمني، إن الهجوم استهدف كميني "الوفاق" و"ولي لافي" جنوب رفح، وكميني "قبر عمير" و "الخروبة" جنوب الشيخ زويد، حيث أطلقت العناصر قذائف "الآر بي جي" تبعها إطلاق نار مكثف من أسلحة ثقيلة، وردت عليهم القوات بتلك الأكمنة حتى دارت اشتباكات عنيفة، وأغلقت قوات الجيش الطريق الدولي "العريش – رفح"، وبعض الطرق بالشيخ زويد بالأكمنة الأمنية بشكل كامل، عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف تلك الأكمنة الأمنية . واشتبكت القوات مع منفذي الهجمات وطاردتهم، كما شنت القوات عقب تلك الهجمات، حملة تمشيط ومداهمات موسعة للمناطق المجاورة للأكمنة الأربعة التي تعرضت للهجوم للبحث عن باقي العناصر الإرهابية بالتزامن مع تحليق مكثف من مروحيات الأباتشي، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 15 إرهابيًا وصرح مصدر أمني أن القتلى هم من نفذوا عملية الهجوم على الكمائن الأمني وأكد المصدر أن الاشتباكات مستمرة حتى الآن وسط أنباء عن ارتفاع عدد الضحايا . ومن جانبه قال مصدر طبي، ل"البديل"، وصول أكثر من 20 حالة إلى مستشفى العريش العسكري، ما بين استشهاد وإصابة، كما نقل المدنيين إلى مستشفى العريش العام وذلك بعد قيام جماعات مسلحة بالهجوم على عدة أكمنة أمنية، ولا تزال سيارات الإسعاف في مواقع الهجمات حتى الآن، لنقل الضحايا. وقال مصدر بمرفق إسعاف العريش، أن إحدى سيارات الإسعاف التي ذهبت إلى موقع اشتباكات الجيش والعناصر المسلحة بمدينتى الشيخ زويد ورفح، تعرضت لإطلاق نار بشكل مباشر من العناصر المسلحة أثناء نقلها لجنود القوات المسلحة المصابين جراء الاشتباكات، وأضاف أن عدة رصاصات اخترقت السيارة بينما تمكن السائق من تفادى النيران، وحضر إلى مستشفى العريش العسكري بالسيارة وتم نقل المصابين . ومن جانبه قال الدكتور "طارق خاطر" وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، إنه تم رفع حالة الطوارئ بجميع مستشفيات شمال سيناء، وذلك لاستقبال المصابين في الهجمات الإرهابية، التي ضربت عددًا من الكمائن الأمنية في رفح والشيخ زويد . وقال الدكتور "سامي أنور" مدير مستشفى العريش العام صباح اليوم، إنه وصل إلى المستشفى 10 مصابين من المدنيين حالتهم حرجة بينهم 5 سيدات وطفلان، وأغلبهم مصابين بشظايا وطلقات نارية بأماكن متفرقة بالجسد وتجري لهم حاليًا عمليات جراحية . وأشارت مصادر إلى أنه من بين المصابين "إبراهيم سالم سالمان، 48 سنة، دينا محمد، 14 سنة، ياسمين محمد، سنة، حنان سليم سالمان، 45 سنة، عياد حسين عياد، 55 سنة، أحمد حسين حميد، 36 سنة، سليم سلامة سليمان، 30 سنة، سلوى سلامة 30 سنة فاطمة عطا الله محمد، 35 سنة، عبد الله علاء أحمد، 25 سنة". وتسببت الاشتباكات التي دارت بين الأمن والمسلحين لمدة 3 ساعات في حالة من الخوف والهلع بين الأهالي، كما تهدم أجزاء من مدرسة قبر عمير الابتدائية، و4 منازل للأهالي بالمنطقة، وخرج الأهالي من منازلهم وتجمعوا في مناطق فضاء خشية تعرضها لسقوط قذائف وسقوطها فوق رؤوسهم . وأكد تنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أنه استخدم سيارة إسعاف مفخخة أثناء الهجوم لضمان استهداف أكبر عدد من الجنود خلال عملياته بشمال سيناء، إلا أن مصدر أمني نفى أن يكون الهجوم قد تم بسيارات مفخخة" مؤكدًا أن الهجمات استخدم بها الأسلحة الآلية وقذائف ال "آر بي جى" .
