أثارت مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالصفوف الأولى في المسيرة المنددة بالإرهاب في باريس، مساء أمس الأحد، والتي تقدمها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وقادة من مختلف دول العالم وعدد من الزعماء العرب، الكثير من الجدل ، حيث حث رئيس وزراء الإحتلال فرنسا، والدول الأخرى التي تواجه أعمالا مثل الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"، على أن تتوحد وتشن حملة واسعة النطاق ضد المتطرفين، متناسيًا أن إسرائيل هي صانعة التطرف بالمنطقة، التي تستهدف حياة الأبرياء يوميًا وتخلف سنويا مئات الضحايا في فلسطين. تقدم «نتنياهو» الصف الأول لمسيرة الزعماء التي تندد بالحادث الإرهابي على صحيفة شارلي ايبدو والذي خلفت 12 قتيلًا والعديد من الجرحى، و شارك فيها الرئيس الفرنسي، وأنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، ورئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون كما شارك فيها ممثلين عن أكثر من خمسين دولة برؤساء وزراء ووزراء خارجية. وقال نتنياهو مستغلًا أحداث الصحيفة الفرنسية"هؤلاء الإرهابيون يقتلون صحافيين في باريس ويقطعون رؤوس عمال إغاثة في سوريا، ويخطفون تلميذات في نيجيريا ويفجرون كنائس في العراق، إلا انه لم يشر أي إشارة إلى الاعتداءات الإرهابية لكيانه المحتل على المدنيين الأبرياء في غزة وعدوانه على هذه المدينة الذي خلف آلاف الضحايا من الأطفال و النساء والشيوخ. يكفي الإشارة إلى الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها إسرائيل في الحرب الأخيرة على غزة حيث أظهر المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان تقريرا رصد فيه استشهاد1742 فلسطينيا 81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، وجرح 8710 من مواطني القطاع. كما قتل 11 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و23 من الطواقم الطبية العاملة في الإسعاف. ودمر القصف الإسرائيلي للقطاع 62 مسجدا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى. سادت موجة من الغضب والاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي لدى الكثير بسبب مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مسيرة مناهضة الإرهاب بباريس.