3500متقدم تسببوا في سقوط "الدرابزين" وإصابة 29 عاطلًا والشركة تفتح باب المعاش المبكر وتطلب عمالًا بعقود "مقاول"! وقف لهم القدر بالمرصاد إلى جانب معانتهم من البطالة، ليصابوا بحادث أثناء تقدمهم لوظيفة جديدة، وهو ما حدث مع العمال المتقدمين لشغل وظائف بشركة مصر العامرية للغزل والنسيج بالإسكندرية، فتسببت حالة الزحام بالآلاف والتدافع على مقر الشركة بعقار قديم بمنطقة المنشية؛ لتقديم طلبات التوظيف إلى انهيار سور "الدرابزين" وسقوطه ومعه عشرات المتقدمين، فقد أصيب نحو 29 شخصًا، تم نقلهم لمستشفى الطوارئ الجامعي بسموحة لتلقي العلاج. وقال الدكتور طارق خليفة، مدير الطوارئ بالمستشفي: إن حالات المصابين جروح وكدمات بسيطة، والبعض مصابون بكسور في العظام في جميع أنحاء الجسم، وتعامل المستشفى مع الحالات، وخروج 11 حالة بعد عمل الإسعافات اللازمة وتحسنهم، وباقي بالمستشفى 18 من المنتظر خروجهم. وأكدت مصادر عمالية من الشركة أن الوقت الذي تعلن فيه الشركة عن وظائف شاغرة نفتح فيه باب الخروج للمعاش المبكر للقضاء على العمالة الثابتة وتستبدالها بعمالة مؤقتة بعقود شركات مقاول، الذي يطلق عليه البعض "نظام السخرة". وحاولت الحكومة امتصاص غضب الشباب وأسرهم، فزارت الدكتورة ناهد عشري وزيرة القوى العاملة المصابين برفقة محافظ الإسكندرية اللواء طارق مهدي والدكتور أيمن عبد المنعم وكيل وزارة الصحة، ووعدت المصابين بتوفير فرص عمل لهم ضمن الفرص المتوفرة على الموقع الإلكتروني للوزارة طبقًا لمهنهم، واستلمت من أهالي المصابين طلباتهم المدون بها السيرة الذاتية الخاصة بأبنائهم. وتأتي واقعة تدافع الشباب وإصابتهم أثناء تقديمهم على هذه الوظائف منافية لما صرحت به الوزيرة من قبل عندما قالت: "إن الشباب مقصر؛ لأن الوزارة وفرت أكثر من 79 ألف فرصة عمل مختلفة في تخصصات مختلفة، إلَّا أن الشباب عزف عنها بحجة أنها لا تناسب تخصصاته ومؤهلاته الدراسية"، والدليل على ذلك تدافع الآلاف على مقر الشركة فور الإعلان عن وظائف. كانت قد أعلنت شركة مصر العامرية للغزل والنسيج عن احتياجها إلى تعيين عمال للعمل بمصانع الغزل والنسيج "ذكور فقط" بنظام الورادي، بشرط أن يكونوا من حملة المؤهلات المتوسطة، ومؤدين الخدمة العسكرية وألَّا يزيد سن المتقدم عن 35 سنة، وقالت عبر إعلانها أنه سيتم التعيين بمرتبات وحوافز ومكافآت مجزية لمن يقع عليه الاختيار، على أن تتم المقابلات بمقر الشركة بمنطقة المنشية بالإسكندرية يوميًّا من الثامنة صباحًا وحتى الثالثة ظهرًا، فتقدم يوم الحادث وحده نحو 3500 عامل، حسب وزارة القوى العاملة.