ذكرت "إذاعة فرنسا الدولية" أن الحملة للانتخابات الرئاسية بدأت أمس، في تونس، لافتة إلى أن سلطات الرئيس القادم تم تقليصها في الدستور الجديد في يناير الماضي، لتصير السلطة التنفيذية الرئيسية في يد رئيس الحكومة. للمرة الأولى، سيتمكن التونسيون من انتخاب رئيسهم بحرية. ويتنافس 27 مرشحًا من بينهم زعيم حزب "نداء تونس" "الباجي قايد السبسي" الذي يعد الأكثر تفضيلا والذي فاز حزبه العلماني بالانتخابات التشريعية. يجذب "السبسي"، 88 عامًا، الأنظار لخبرته حيث ترأس عدد من الوزارات الحيوية في حكم الحبيب بورقيبة ثم تولى رئاسة الحكومة غداة اندلاع الثورة ومع ذلك، يأخذ التونسيون عليه رئاسته للبرلمان في عهد زين العابدين بن علي. وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن هناك مرشحين آخرين لديهم تمثيل قوي بالبرلمان من أمثال "سليم الرياحي" الملياردير المثير للجدل، فحزبه "الاتحاد الوطني الحر" حل بالمركز الثالث بالانتخابات التشريعية قبل الجبهة الشعبية، التحالف اليساري، التي لديها مرشحها أيضًا للانتخابات وهو "حمة الهمامي" المعارض التاريخي لبن علي. يتنافس ستة رموز من النظام السابق في هذه الانتخابات، من بينهم "كامل مرجان" آخر وزير خارجية في عهد "بن علي"، ويشارك كل من الرئيس الحالي "المنصف المرزوقي" ورئيس المجلس التأسيسي "البرلمان" "مصطفى بن جعفر" في المفاوضات بين الاشتراكيين الديمقراطيين على أمل دعم مرشح مشترك لمواجهة أكبر حزبين وهما "نداء تونس" و"النهضة". وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن الاسلاميين، ثاني قوة في البرلمان، لم يدفعوا بمرشح حتى الآن ولم يعلنوا بعد من سيكون المرشح الأفضل لهم لتجسيد التوافق، لافتة إلى أنه قد تتولى الرئاسة إمرأة بما أن القاضية "كلثوم كنو" مرشحة لهذه الانتخابات. ستجرى الجولة الثانية من الانتخابات نهاية ديسمبر المقبل، حال عدم فوز أي من المرشحين بأغلبية مطلقة من الأصوات في الجولة الأولى. وتعد هذه أول انتخابات رئاسية حرة، نظرًا لأن "المرزوقي" تم اختياره بعد تحالف بين أحزاب الأغلبية في البرلمان عام 2011.