هل ينتهي لغز وفاة توت عنخ آمون بزواج أبيه من شقيقته وتشويه جسده؟

لا يزال سبب وفاة الملك توت عنخ آمون لغز يحير العالم، فمنذ اكتشاف مقبرته عام 1922 وعلماء الآثار يحاولون التوصل لسبب وفاته؛ إذ أن كسور الجمجمة وعظام الفخذ التي وجدها العلماء في جسده، دفعتهم للبحث عن سبب الوفاة لسنوات طويلة.
«تعرضه لحادث اغتيال أودى بحياته وتسبب في كسر الجمجمة وعظام الفخذ»، كان أشهر الترجيحات التي توصل إليها العلماء لمعرفة سبب وفاته، إلا أن هذا الاحتمال لم يقنع الكثيرين منهم وذهبوا للبحث عن سبب أخر، وفي عام 2010 أعلن عالم الأثار المصري «زاهي حواس» أن سبب الوفاة يرجع لطفيل الملاريا، ومن المرجح أن المضاعفات الناجمة بشكل حاد عن المرض أدت لوفاته.
كما كشف تحليل الحمض النووي والمسح بالأشعة المقطعية لمومياء توت عنخ آمون أن الملك إخناتون هو والد الملك توت، وكشفت النتائج أيضا أن الأمراض الجينية والوراثية لعبت دوراً في وفاة توت عنخ آمون، إذ كان يعاني من خلل جيني متوارث في العائلة وكان هناك ضعف وأمراض في هذه المومياءات، ومشاكل ذات علاقة بالقلب والأوعية الدموية، وعندما قام الباحثون بإجراء مسح لمومياء توت عنخ آمون، وجدوا إصابته بالعديد من الأمراض مثل إصابته باحدوداب في عموده الفقري، إلى جانب تشوه إصبع القدم الكبير، الأمر الذي أدى إلى ضمور في قدمه اليسرى.
ورغم جميع ما نشر وتوصل إليه العلماء حول السبب الحقيقي في وفاة توت عنخ أمون، إلا أن المحاولات لم تنتهي بعد، فاليوم فجائتنا صحيفة ال«ديلي ميل» البريطانية بنشر تقرير أفادت فيه بوجود تشوهات جسدية لتوت عنخ أمون، مشيرة إلى أنه كان يملك سيقان فتاة، وأقدام مشوه وأسنان غير متساوية، وفقا للتشريح الظاهري، الذي أجراه العلماء للمومياء باستخدام أكثر من 2000 صورة تم التقاطها من زوايا مختلفة بواسطة الكمبيوتر، وكانت النتيجة الصادمة أنه عاني خللا في الهرمونات نتيجة زواج والده إخناتون من شقيقته، الأمر الذي أدى إلى موته المبكر.
في هذه المحاولة اجمع العديد من العلماء أن "توت غنخ أمون" ربما يكون مات من مرض وراثي، إذ أن واحدًا من مفاصل قدمه أصابها الضمور قبل وفاته، مما يجعل من المستحيل أن تكون لديه القدرة على سباق عربة ويتوفى على إثر حادث بها، ويدعم هذا الرأي الدكتور الهوتان أشرفيان- المحاضر في الجراحة في جامعة امبريال كوليدج بلندن، قائلاً «إن أفراد عائلة توت عنخ آمون توفوا في سن مبكرة، ما يعني أن متوسط العمر في العائلة لم يكن مرتفعا، وأن أفراد الأسرة جميعهم توفوا في شبابهم»، إذن هل يكون هذا السبب الذي توصل إليه العلماء يكون الأخير في رحلة اكتشاف لغز وفاة الملك توت عنخ آمون؟.