يخوض تنظيم داعش، معارك عنيفة للسيطرة على الثروة النفطية في العراق، والتي تعتبر أهم أحد الموارد في البلاد، حيث يضع التنظيم أنظاره على بلدات إستراتيجية قرب حقول نفطية وعلى الحدود مع سوريا، خصوصا لما يمثله ذلك من توفير مصدر يتيح تمويل نشاط التنظيم، ويدر عليه دخلا يقدر بمئات الملايين من الدولارات، وتظهر التقديرات أن داعش، يحقق دخلا شهريا يتجاوز مائة مليون دولار من بيع النفط الخام ومشتقاته إلى زبائن محليين في مناطقه ومن عمليات تهريب محدودة. ومؤخرا سيطر مسلحو داعش، على حقلين لإنتاج النفط في ناحية زمار، شمال مدينة الموصل، بعد انسحاب قوات البشمركة الكردية منها عقب مقتل 16 من عناصرها، وقال مصدر في شركة نفط الشمال إن تنظيم داعش سيطر على حقلي عين زالة، وبطمة، بعد سيطرته على ناحية زمار. وحقلا عين زالة، وبطمة، هما جزء من المنطقة النفطية في زمار، المؤلفة من 4 حقول، وتنتج حاليا حوالي 20 ألف برميل يوميا. كما استولى التنظيم على بلدتين خاضعتين لسيطرة قوات البشمركة الكردية جنوب قضاء سنجار، الواقع قرب حدود كردستان، ما دفع سكانهما إلى الفرار إلى الجبال والهضاب، ووضع التنظيم يده على حقل نجمة، وحقل القيارة، الذي تقدر احتياطاته بنحو 800 مليون برميل، وينتج 7000 برميل يوميا من الخام الثقيل قبل أن يستولي داعش، عليه وعلى مصفاة قريبة طاقتها 16 ألف برميل يوميا. وإلى الجنوب قرب تكريت سيطر مقاتلوه على حقل حمرين، الذي يبلغ إنتاجه 5000 برميل يوميا، وحقل عجيل، الذي ينتج 25 ألف برميل، و150 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا، تضخ إلى محطة كركوك للكهرباء التي تسيطر عليها الحكومة، ووفق مصادر فإن الحقول النفطية الواقعة في الأراضي التي يسيطر عليها داعش، مغلقة ولا يضخ النفط منها، ويقدر مصدر تركي أن عددها نحو 80 حقلا. وبجانب ذلك، سيطر مسلحو تنظيم داعش، على سد الموصل شمال مدينة الموصل، بشكل كامل، وهو رابع أكبر سد في الشرق الأوسط وأكبر سد في العراق، ويبعد 50 كلم شمال مدينة الموصل، ويحفظ أكبر خزان مائي عذب في البلاد، كما أن له أهمية استراتيجية كبيرة في العراق، يضاف إلى ذلك قربه من كثير من الحقول النفطية في المناطق الشمالية. وقال أحد قادة قوات البشمركة في وقت سابق من السيطرة عليه، إن القوات قامت بتدعيم خطوطها الدفاعية حول السدّ من أجل حمايته، مؤكدا أن السد لو سقط بيد عناصر داعش، فلن يمكن للحكومة العراقية قصف مواقعهم، خشية حدوث الفيضانات واجتياحها للمدن العراقية، ولهذا يحاول عناصر التنظيم السيطرة على السد.