أخطأت جماعة الاخوان المسلمون في حق الثورة خلال ثلاث سنوات أخطاء تصل الى حد الجرائم خاصة بعد توليهم الحكم ، طالب شباب الثورة بالحرية لقيادات الجماعة المعتقلين بعد الثورة وخاصة "خيرت الشاطر" ، فخرج من السجن ثم تحالف مع المجلس العسكري الحاكم على وأد الثورة مقابل الوصول للسلطة . برر الاخوان وحلفائهم جرائم المجلس العسكري في حق الثوار ، وغضوا الطرف عن مجازر محمد محمود وماسبيرو ،أمر قيادات الجماعة شبابها فخرجوا في مواجهة الثوار وحماية برلمانهم الذي فقدوه بورقة من المحكمة الدستورية ، وعادوا فأمروهم فخرجوا في مواجهة الثوار وحماية قصر رئيسهم الذي فقدوه بورقة أخرى من نفس المحكمة. الأمن المركزي تم تسليحه بقرار من هشام قنديل وبسلاح اتفق عليه الاخوان كمنحة من تركيا ، أحضرت الجماعة السلاح وسلحت الأمن المركزي ظنا أن الشرطة ستحميها وتستخدمه ضد المعارضين . هجر الاخوان الثورة وارتموا في أحضان اليمين الديني وسرعان ما اندمجوا فيه ونسوا شركاء الميدان ، فكفروا وهددوا ولوحوا بالجهاديين وأثاروا الرعب في نفوس الشعب المصري ، غرتهم القوة فاستكبروا على الثورة والشعب فلفظهم ووقفنا ضد حكمهم . تحالفت الجماعة مع السلفيين ومؤسسات الدولة ورجال الأعمال وفلول مبارك على حساب الشعب المصري ومطالبه المشروعة ، بمجرد خروجهم من السلطة، هلل السلفيين وأجهزة الدولة ورجال الأعمال وفلول مبارك للنظام الجديد ، ودعموه وساندوه وانقلبوا على الجماعة . استخدمت منصة رابعة خطاب تحريضي يهدد المواطنين ويحمل مناصريهم على العنف ، ابتعد خطاب المنصة عن الثورة ومبادئها واقترب من الفاشية الدينية والتعصب الأعمى ، خطاب يحض على الكراهية ويدعم الانتقام ويكرس للفتنة . قتل وأصيب واعتقل من الاخوان ومناصريهم الألاف في فض اعتصام رابعة ، نعم ضحى أغلبيتهم بحياتهم ودمهم وحريتهم في سبيل عودة الاخوان الى الحكم ، نعم وضعت الجماعة صور الرئيس الفاشل محمد مرسي فوق صدور الضحايا ، ولكن اختلافي مع السبب الذي قتلوا من أجله ورفضي التام له لن يجعلني أقول بغير حقيقة ماحدث في رابعة . هرب قيادات الجماعة من الاعتصام وكانوا على علم بميعاد الفض قبلها بوقت كاف ، ولكنهم بلا شك أرادوا أن ينتهي الاعتصام بشكل دموي عل الدماء تغسل فشلهم ومخالفاتهم في عام من الحكم ، كما استغلت الجماعة الحادثة لاظهار نفسها في ثوب المظلومية ، ومداراة كل أخطائها خلف الأحداث ، كما استغلت الذكرى للضغط على النظام الجديد للخروج بمكاسب ، أطلقت الجماعة قناة رابعة فظهرت لا تختلف في شئ عن المنصة نفس خطاب الكراهية والتحريض ، يعتلي شاشتها وجوها حرضت ضد الثورة وشاركت في تشويهها وتعتبرهم الجماعة رموز للتيار الاسلامي ، ومع ذلك فأنا أفصل بين ما حدث في رابعة من مجزرة ضد مواطنين مصريين أيا كانت انتماءاتهم وأفكارهم وبين استغلال الجماعة لذكرى المجزرة. دعت الجماعة الى التظاهر من جديد في ذكرى رابعة ، غالبا سيحدث مزيد من العنف وتراق مزيد من الدماء ، بين داخلية توحشت وأدمنت مذاق الدم وموتورين يبحثوا عن حقهم في القصاص ، لن أشارك في تظاهرات الجماعة لاستغلال الذكرى ولكني لن أصمت وأضع رأسي في الرمال وكأني لم أر اصطفاف الجثث في مساجد رابعة . مر عام منذ دفنا رؤوسنا في الرمال وهربنا من الدم الذي أريق ، تركنا المساحة لتجار الدماء ومحترفي تبرير القتل ، عام لاحقتنا فيه لعنة الدم فأريقت المزيد من الدماء وفي انتظار اراقة المزيد ، واعتقل الألاف وفي انتظار المزيد ، وتذكروا اننا ان اصررنا على دفن رؤوسنا أكثر من ذلك فلن نقدر على رفعها ثانية . عام من التبرير والتنكيل والتهليل والتطبيل ، عام من البكاء والرقص والصراخ والغناء ، عام من الحزن المكبوت والفرحة الظاهرة ، حتى تحين ساعة الحقيقة فنصارح أنفسنا بأننا قصرنا في حق من قتل في رابعة حتى بالصمت العاجز ، لم نقتص لشهدائنا في مجازر سابقة ولكننا لم نصمت عن حقوقهم أو ذكراهم ولم نسكت لمن برر الدم . عام من التزييف والخداع والترويج للباطل ، عام من المداراة والهروب ، عام من قلب الحقائق وتغيير التاريخ ومحو الأثار ، جهود بذلت وأموال أنفقت وقنوات أغلقت وصحف حجبت ، شباب قتلوا وأصيبوا واعتقلوا وطوردوا . ولكن رغم كل محاولاتهم سيذكر التاريخ أن ما حدث يوم 14أغسطس 2013 في ميدان رابعة العدوية هو أكبر مجزرة ارتكبت في تاريخ مصر الحديث .