نشرت مجلة "التايم" الأمريكية تقريراً تناول الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينيةبغزة، تحديداً الصواريخ التي استخدمتها المقاومة مؤخراً وطالت عمق الكيان الصهيوني الذي يتهم إيران بالوقوف ورائها. ذكر التقرير في مستهله أن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين يتهمون إيران في مساعدة المقاومة الفلسطينية في غزة في بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ، وخصوصا ذات المدى الطويل، والتي استخدمت مؤخرا في ضرب المدن والبلدات الاسرائيلية. ونقل التقرير عن السفير الإسرائيلي في واشنطن "رون ديرمر" أن إيران تبذل كل ما في وسعها لمواصلة تدفق الصورايخ إلى غزة، وإنها تدعم حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي الذين يشكلوا شريك فرعي مملوك بالكامل من جانب إيران حسب ما جاء في التقرير. وأشار التقرير إلى أن التصعيد العسكري الحالي بجانب كونه حلقة من حلقات الصراع بين فلسطين وإسرائيل، إلا أنه يمثل بجانب ذلك "الفصل الأخير" في الحرب الباردة بين إسرائيل وإيران، التي مولت وزودت الفصائل الفلسطينية بالأسلحة لمهاجمة إسرائيل. وتطرق التقرير إلى مسألة شحنات الصورايخ الإيرانية إلى غزة، حيث ذكر أنها استمرت لسنوات، ويتم نقلها على متن سفن من إيران إلى السودان ومنها عبر سيناء تدخل غزة عن طريق الانفاق، والتي كان أهمها صواريخ إم302 إس التي يتجاوز مداها 160 كم، وهو المدى الأطول في ترسانة حماس الصاروخية، والتي حسب التقرير لا تتجاوز في العادة حدود العشرين كم، وألقى التقرير الضوء على حادثة السيطرة على سفينة إيرانية في البحر الأحمر في مارس الماضي والتي ذكر تقرير الأممالمتحدة أنها سفينة إيرانية أقلعت من ميناء بندر عباس ولكن دون الجزم أنها كانت متجه لغزة، فيما يعتقد مسئولين إسرائيليين أن هذه السفينة لم تكن الوحيدة من نوعها. وأوضح تقرير"التايم" أن نقل الأسلحة إلى غزة أصبح أكثر صعوبة منذ الصيف الماضي بعد ما وصفه ب"الانقلاب العسكري" على نظام الإخوان المسلمون الداعم لحماس، مشيراً إلى أن ذلك بمثابة أخبار جيدة بالنسبة لإسرائيل بسبب أن نظام عبد الفتاح السيسي يعارض حركة حماس بشدة وقام بإغلاق معظم الأنفاق المؤدية إلى غزة. وألقى التقرير الضوء على مسألة الصورايخ المحلية الصنع في غزة، فذكر أن المقاومة لا تعتمد على الخارج فقط في تسليحها، على العكس قبل ثماني عشر شهراً حيث كانت معظم الصواريخ تأتي للقطاع من الخارج، وذلك على لسان السفير الإسرائيلي في غزة..ونقل التقرير عن مصادر استخباراتية إسرائيلية أن حتى هذه الصورايخ المحلية الصنع تحمل بصمات إيرانية، فإيران ساعدت حماس والجهاد في تطوير قدرات تصنيع الصواريخ داخل قطاع غزة، مضيفاً أن إيران هي المصدر الرئيسي لهذا النوع من المعرفة. وتابع تقرير المجلة الأمريكية القول بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رأى أن الأزمة الحالية فرصة لتوجيه ضربة قاضية لحركة حماس التي تعاني من اليأس في ظل تدهور علاقاتها بمصر التي اغلقت العديد من انفاق التهريب، بالتوازي مع تذبذب علاقات الحركة مع إيران على خلفية الأزمة السورية، حيث أن حماس اتخذت موقفا منحازا لبعض الاطراف ضد المصالح الايرانية والسورية، وإن اشارت في الوقت نفسه إلى تحسن ملحوظ حدث مؤخراً في العلاقة بين الحركة وطهران. وختمت "التايم" تقريرها بالقول أن إيران بدعمها للمقاومة في غزة لها يد في مساندة اطراف في ثلاث صراعات في المنطقة حاليا، في سوريا والعراق وأخيرا غزة، مشيرة أن دعم إيران للمقاومة تمثل نقطة شائكة في علاقاتها بالولاياتالمتحدة، التي تحاول الوصول لاتفاق نووي مع طهران، مؤكده على أن منع وصول الاسلحة للمقاومة يجب أن يكون مشمولاً في أي محادثات بين الولاياتالمتحدةوإيران.