في حياته القصيرة أنتج نحو 300 قصة و700 قصيدة، ووضع شخصيات أشهرها كونان البربري، الذي أصبح يقارن بشخصيات السلاسل القصصية «طرزان ودراكولا وجيمس بوند وشرلوك هولمز». روبرت هوارد، الأمريكي كاتب القصص الخرافية والأسطورية والمغامرات، الذي تمر اليوم ذكرى وفاته، ولد في (بيستر- تكساس)، وهو سليل عائلة حاربت مع الجنوبيين في الحرب الأهلية الأمريكية، وكان أبوه طبيب جوال يدعى إسحق هوارد، وأمه هستر إرفين، وكانت تقوم بأعمال خيرية وعاشت مريضة بالسل. كان ينتقل بين المدن بسبب طبيعة عمل والده، ثم انتقل وهو صغير في الثالثة عشرة إلى بلدة كروسبلاينس في وسط تكساس، كان يستمع إلى حكايات الأشباح من جدته والعبيد السابقين، وكذلك لحكايات الجنود القدامى في الحرب وجوالة تكساس ويزور الحصون والمواقع القديمة، وهو ما أثر لاحقا على كتاباته. كتب في التاسعة، وكان يحظي بتشجيع المعلمين، أثر به كتاب كروديارد كبلنغ وجاك لندن وفي سن الخامس عشرة، فبدأ يرسل أعماله للمجلات لكن بدون مرشد له كانت كتاباته ترفض، وفي العام التالي انتقل لفترة قصيرة إلى بلدة باورنوود والتقى باثنين أصبحا أصدقاءه، هما تيفيس كلايد سميث وترويت فينتون وشاركا اهتماماته. عمل في مهن بسيطة ليستطيع بعد سنوات إنتاج مجلة حكايات غريبة مع أصدقائه، وعرف من خلالها سلسلة من النجاحات والإخفاقات، وكان واضحا من كتاباته أنه عانى من الكآبة إما بسبب عدم الاهتمام به أو بسبب أمه المسلولة أو بسبب وحدته وانعزاليته. في أواخر مراهقته عمل هوارد في مهن عديدة صغيرة كقطف القطن ووسم الماشية ونقل القمامة وأعمال المتاجر وغيرها، بينما كان يأخذ دروسا في أكاديمية هوارد باين في براونوود، ويحاول الدخول إلى سوق المجلات، ثم استطاع أن يبيع قصة لرجال الكهف تدعى "رمح وناب"، وأعطته ربحا صافيا 16 دولار، وعرفته إلى قراء مجلة مكافحة تدعى حكايات غريبة التي كانت فريدة في محتواها، قدر لها أن تكون من أهم المجلات الكلاسيكية بفضل هوارد واثنين من معاصريه هم هوارد فيليبس لافكرافت وكلارك أشتون سميث. وكانت المبيعات متفرقة، ولكنها مشجعة، وأصبح هوارد مواظبا على الكتابة في المجلة ولم يمض وقت طويل حتى احتلت قصصه صفحة الغلاف. قدم رواية تسمى الظلال الحمراء، وبعد ست حكايات أخرى في السنين الأربع اللاحقة بدأ يوسع مداركه واشترك صديقه تفيس كلايد سميث في كتابة القصائد التي نشرت على المجلة، ولكن أيضا بدأ الاكتئاب يزداد عنده وهو ما كان غالبا على حكاياته وقصائده. تلقى أول ضربة له عندما حاول نشر رواية كان فيها جزء من سيرته الذاتية وتأثر فيها بكتاب جاك لندن المسمى مارتن إيدن، حيث لم تنشر الرواية المسماة بوست أوكس أند ساند روفس، ورغم أهميته لما ينشره عن حياة هوارد، وكونه متوسط الجودة، إلا أنه لم ينشر في حياته، ولكنه ظل يكتب في مجلة حكايات غريبة وبعض المجلات الأخرى، ثم بدأ يرى النجاح مجددا بعد ابتكاره في يوليو 1929 شخصية استقاها من حبه للملاكمة تدعى ستيف كوستيجان، حول تاجر وبحار أمريكي من أصل أيرلندي، قام بالعديد من المنازلات في الموانئ والأماكن التي يزورها، فترك هوارد الجامعة والوظائف وأصبح كاتبا محترفا. أصبح هوارد رائدا في مجاله، وكان أبرز أبطاله كونان البربري والملك كول، وفي فترة الكساد الكبير عمل مع مجلة تدعى حكايات شرقية، وفي عام 1932 ظهرت شخصية كونان لأول مرة في حكايات غريبة في قصة العنقاء والسيف. بدأت نوبات الاكتئاب تزداد عنده، وفكر في الانتحار كحل لمشاكله، فقد تزوج أصدقاؤه وانغمسوا في أعمالهم ورحلت نوفالين برايس لتحصل على شهادة أعلى، وأصبحت أمه أقرب إلى الموت بعد صراع طويل مع السل. خلال غيبوبتها الأخيرة أخبرت الممرضة أهله أنها لن تصحو، فأخذ مسدسا وأطلق النار على رأسه في صباح 11 يونيو 1936، فنقل للاعتناء به ومات بعد 8 ساعات، وماتت أمه في صباح اليوم التالي، ودفنا مع بعضهما في جنازة مشتركة.