هاجمت حكومة الدولة الصهيونية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ساعات من توليه السلطة، بسبب تصريحاته بشأن القضية الفلسطينية، التي ضمنها خطابه، أمس الأول، ووعده باستكمال دور مصر في استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني. وذكرت إذاعة الكيان الصهيوني، وإذاعة الجيش، وصحيفة "ذا بوست" الصهيونية، أن وزير خارجيتهم «أفيجدور ليبرمان»، هاجم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووصف تصريحاته التي أدلى بها أمس في خطاب حفل تنصيبه بخصوص فلسطين، بأنها «خاطئة وبعيدة تماما عن الواقع». وحول طبيعة العلاقة بين مصر والتعامل مع القضية الفلسطنية ، والصهاينة خلال الفترة المقبلة، قال الدكتور محمد الحفناوى – أستاذ الإسرائيليات القديمة والمعاصرة بجامعة القاهرة، ومدير مركز البحوث الفلسطينة، إن هناك تخبط واضح حتى الآن في حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن فلسطين، فتارة يذكر أن عاصمتها «القدسالشرقية»، وتارة يشيد بجهود نتنياهو الذي يعلم الجميع جرائمه التى ارتكبها في حق الشعب الفلسطيني. وأضاف «الحفناوي» أن مصر ملتزمة باتفاقية السلام مع إسرائيل، لكن تبقى إسرائيل هي العدو التقليدي لمصر والعرب، ويجب العمل على حل المشكلات القائمة بين الجانبين، ومنها القضية الفلسطينية، وحل هذه القضية لا يمكن أن يكون بالإشادة بما يفعله الصهاينة، موضحًا أن مهاجمة الصحف الإسرائيلية للرئيس «السيسي»، مبعثها تأكيده خلال خطابه أنه لن يترك القضية الفلسطينية. وأوضح الدكتور هاني محمد مصطفى – أستاذ الشئون الفلسطينية والإسرائيلية بجامعة القاهرة، أن علاقة مصر وإسرائيل في الوقت الحالي لا بد أن يتم تحديدها، فهل يملك «السيسي» خيار تعديل اتفاقية السلام، أم ستمضي مصر فيما يتعلق بالعلاقة بالكيان الصهيوني وبالقضية الفلسطينية، وفق السياسات التي انتهجتها الأنظمة السابقة؟ وأشار «مصطفى» إلى أن كلام الرئيس «السيسي» تضمن تناقضا واضحا بشأن القضية الفلسطينية، ومن ثم لا يمكن التعويل عليه للخروج بتكهن حول موقفه الحقيقي في هذا الخصوص. وهو التناقض نفسه الذي وضح من خلال إشادته بنتنياهو، ثم تأكيده أنه لن يتخلى عن القضية الفلسطينية وعن حق الشعب العربي الفلسطيني، الأمر الذي دفع الجانب الصهيوني إلى التعامل مع الموقفين بالتناقض نفسه، فهنأ «السيسي» وأشاد به ردا على إشادته بنتنياهو، ثم عاد ليهاجم الرئيس المصري وينتقد تصريحاته بعدما أعلن تمسكه بالحق الفلسطيني. وفي قراءة مغايرة، قال اللواء محمد عبد الفتاح عُمر – وكيل أول جهاز المخابرات الأسبق، إن أغلب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخشى ازدياد نفوذ الرئيس السيسي في المنطقة، لأنها لديها الثقة والقناعة الكافيين لإدراك أن "السيسي" هو الشخص الوحيد القادر على مسح كل خطايا "مبارك" و"مرسي" التي تعاملت معهما وكأنهما كنز إستراتيجي. وأكد «عُمر» أن مصر ستظل دولة «مخيفة» للكيان الصهيوني، لأنها رغم كل ما تعانيه مصر من مشاكل مجتمعية، لم يتمكن الجانب الصهيوني من استيعاب الشخصية المصرية، ولم يستطع أن يتوقع ردود أفعال الشارع المصري، لذلك يريد أبناء صهيون الحفاظ على العلاقات مع الدولة المصرية قدر استطاعتهم.