يسعى الكيان الصهيوني دومًا إلى لغة القوة، وأحيانًا إلى الابتعاد عن طاولة التفاوض إذا أدرك أنها يمكن أن تؤدي إلى ما لا يريد، لاجئًا إلى لغة التهديد، التي تتركز في العقود القليلة الماضية في التوقف عن مفاوضات السلام مع فلسطين، زاعمًا أن فلسطين هي الخاسر الأوحد من توقف المفاوضات. في هذا الإطار الإسرائيلي المعتاد، وفي رد أبناء صهيون على انضمام فلسطين إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية خلال الأسبوع المنصرم، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باتخاذ إجراءات من جانبهم، قائلا: «الفلسطينيون سيحصلون على دولة عبر المفاوضات المباشرة فقط، لا من خلال التصريحات الفارغة أو الخطوات أحادية الجانب» زاعما أن الفلسطينيين وحدهم لديهم الكثير الذي يخسرونه بهذه الخطوات الأحادية الجانب، ملوحا في الوقت نفسه برغبة الجانب الإسرائيلي: «نحن على استعداد لمواصلة المحادثات، ولكن ليس بأي ثمن». «البديل» رصدت آراء بعض السياسيين حول قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخير، ورد فعل الجانب الإسرائيلي. قال الدكتور مختار الحفناوي – أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة القاهرة، إن قرار محمود عباس – الرئيس الفلسطيني، جريء وشجاع، ويعد تجسيدًا لاعتراف العالم – من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين – فالتوقيع على وثائق الانضمام ل15 منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية، هو من قبيل وضع الدولة الفلسطينية في منظومة الدول التي تبرم اتفاقات ومعاهدات، وهذا القرار يؤكد تمسك القيادة الفلسطينية بالثوابت الوطنية العربية التي نسعى إليها جميعا. وأضاف «الحفناوي» أن الدول العربية جميعها يجب أن تقف إلى جانب الرئيس الفلسطيني في الوقت الحالي، لأن الخطوة التي اتخذها ستساعد الفلسطينيين في التحرر، لكنه ربما يضر بهم اقتصاديا ومن ثم فعلى الجميع دعمهم. وقال الدكتور هاني محمد مصطفى – أستاذ الشئون الفلسطينية بمركز البحوث الفلسطينيةبالقاهرة، إن قرار الرئيس الفلسطيني بالتوقيع على 15 اتفاقية دولية، جاء كالضربة الصاعقة للكيان الإسرائيلي، الذي من حقه الرد بالتصريحات، لأن القرار الفلسطيني يهدد مصالحه. وأضاف «مصطفى» أن الشعب الفلسطيني سيقف بجانب رئيسه محمود عباس، لكن التخوف في الأيام المقبلة أن تزيد إسرائيل من قتلها لأطفال والنساء في بيت المقدس، مشيرًا إلى أن الوطن العربي وجامعة الدولة العربية عليهم الوقوف سريعا إلى جانب دولة فلسطين ودعم شعبها. فيما قالت هند عبد الكريم – الأستاذ المساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن قرار الرئيس الفلسطيني بتوقيع تلك الاتفاقيات جاء كرد فعل طبيعي، وإذا قرأ الفلسطينيون تاريخهم، سيجدون أن شأنهم لم يتراجع ولم يتم الاعتراف بدولة إسرائيل إلا بسبب ضعف حكامهم، لكن موقف محمود عباس في الوقت الحالي يدل على قوته وقدرته على اتخاذ المواقف والقرارات. وأوضحت «عبد الكريم» أن التهديدات الإسرائيلية أمر طبيعي، اعتاده الشعب الفلسطيني، لذلك فالموقف الفلسطيني الآن أكثر من رائع.