نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا اليوم، حول التحديات التي ستواجه المرشح الرئاسي وزير الدفاع السابق المشير "عبد الفتاح السيسي"، وقالت إن المشكلات التي تواجه البلاد حاليا قد تقوض من شعبيته، التي اكتسبها بعد الإطاحة بالرئيس الإخواني المعزول "محمد مرسي". أشارت الصحيفة إلى أن "السيسي" أسكت التكهنات حول ترشحه للرئاسة، فقد أعلن الأربعاء الماضي أنه استقال من منصبه في الجيش وأنه سيترشح للرئاسة، ويقول "عادل نبيل عبد الستار" المتحدث باسم الحملة:" لو لم يقرر المشير خوض الانتخابات، قد يعاني المصريون من الاضطرابات النفسية القاسية وحالة غير مسبوقة من الإحباط". وأوضحت أن رجال الأعمال ومؤسسات الدولة وقسم كبير من الشعب يدعمون "السيسي"، حيث ينظرون إليه على أنه مخلصهم من حكم جماعة الإخوان، ولذلك من المتوقع أن يفوز في الانتخابات الرئاسية باكتساح. وذكرت الصحيفة البريطانية أن الفوز يبدو مضمونا ل"السيسي"، ولكن ليس من المؤكد أنه سيكون قادرا على حل مشكلات البلاد التي لا تعد ولا تحصى، لذلك قد تتآكل شعبيته الجارفة، موضحة أنه سيرث اقتصادا منهكا يعاني من عجز الموازنة، ونقص الطاقة وندرة الاستثمارات الأجنبية، كما أن نسبة الفقر آخذة في الارتفاع، والإضرابات الحكومية أيضا. ولفتت الصحيفة إلى أن البلاد لا تزال تعاني من الاستقطاب السياسي، فأنصار "مرسي" والاحتجاجات في الشوارع والجامعات، والحملة العسكرية التي يشنها الجيش المصري ضد التكفيريين في سيناء، الذين يستهدفون الجنود منذ يوليو الماضي من خلال هجمات متكررة أسفرت عن مقتل نحو 250 من أفراد الجيش والشرطة. ويقول المحللون إن طريقة حكم "السيسي" في حكم البلاد قد تستمر كما هي، وذلك استنادا على سجله السياسي خلال الفترة الماضية، حيث كان الحاكم الفعلي للبلاد، حسب تعبير الصحيفة. وتتوقع "فايننشال تايمز" أن يتوسع الدور الاقتصادي للجيش، لعدة أسباب من بينها، إشرافه على تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبيرة مثل تلك التي تمولها دولة الإمارات. وألمحت إلى مشكلة الطاقة التي تواجهها مصر وهي تستحوذ على خمس ميزانية الإنفاق الحكومي وتساهم في تضخم عجز الميزانية، وستكون واحدة من المشاكل الأكثر إلحاحا لدى الحكومة الجديدة، ومن المرجح أن يقترح "السيسي" خفض الإعانات، ولكن المراقبين غير متأكدين من ذلك، حيث إن فكرة فرض أي زيادات على أسعار على مواد الطاقة قيدت حكام مصر السابقين. واختتمت الصحيفة بقولها: على إدارة "السيسي" اتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لرأب الانقسامات التي تفاقمت نتيجة الإطاحة ب"مرسي".