عبر الحاج أحمد إسحق، رئيس لجنة متابعة ملف النوبة، عن قلقه من غضب الشباب النوبي، نتيجة استمرار تجاهل الحكومة المصرية لقضية العودة إلى ضفاف النيل، قائلاً: «ما يحدث في سيناء الآن عبث طفولي، مقارنه ما سيفعله الشباب النوبي، إذا استمرت الحكومة المصرية في تهميش قضية النوبة». وندد «إسحق»، خلال ندوة «النوبة: القضية والتراث»، التي عقدت بمركز سعد زغلول الثقافي مساء أمس السبت، بما أرتكبته الحكومة المصرية في حق النوبيين، قائلاً: «تم تهجيرينا أربع مرات منذ عام 1902 حتى عام 1964 من أجل بناء خزان أسوان والسد العالم، بشكل عشوائي وغير آدامي، لدرجة أننا في عام 1970لم نجد طفلًا بالنوبة كي يذهب إلى المدرسة، فجميع الأطفال ماتوا نتيجة التلوث، فكانوا يضعون لنا المياة في "براميل مصدية"، و كأنهم يريدون تصفية عرقية للنوبيين». وأضاف «إسحق»أن بلاد النوبة تعرضت للتهميش المتعمد من قبل الحكومات المصرية منذ التهجير الأول حتى الرابع، وكأنها تحصصت في ظلم النوبيين وأعتادت على ذلك، فما حدث للنوبين من قبل الحكومة المصرية يضاهي ما فعلته إسرائيل في معركة «قانا» ضد الفلسطينين، الإ أن النوبيين أسوء، لأن العالم عرف بجرائم إسرائيل، أما نحن فلا يعلم أحد مأساتنا والظلم الواقع علينا. وطالب «إسحق» بحق النوبيين بالعودة إلى وطنهم على ضفاف النيل، قائلًا: «الآن استقرت الأوضاع في مصر، ومن حقنا العودة إلى ضفاف، فأهل السويس عندما تم تهجيرهم أثناء نكسة 1967، بعد رحيل إسرائيل عادوا جميعًا إلى بلدهم»، مشيرًا أن «العودة» تعني لهم عودة التراث والحضارة والسلوكيات التي اندرث بفضل التهجير، وليس فقط العودة إلى موقع جغرافي. وقال المهندس النوبي «مصطفى صادق صالح»، أن التهجير الذي تعرضت له النوبة، تسبب في ضياع تراثها الثقافي، فمثلاً معمار البيت النوبي اختلف بعد الهجرة إلى المناطق الجبلية، مشددًا على ضرورة توثيق ما تبقى من التراث الحضاري للنوبة، في ظل ما تعاني من تهميش يهدد إندثار لغتها وعاداتها الاجتماعية.