قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم: على المملكة العربية السعودية التخلص مما يمسى ب"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، ففي الصيف الماضي توفي شقيقان سعوديان بعد أن سقطت سيارتهما من فوق جسر الرياض نتيجة مطاردة الهيئة لهما، لمزاعم استماعهما للأغاني في السيارة. وأضافت الصحيفة أن أحد المارة صور الحادث بهاتفه المحمول ونشرها على الإنترنت، مما تسبب في غضب شعبي عارم، ولكن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ " عبد اللطيف بن عبد العزيز آل شيخ" قام بالهجوم ونفي تورط الهيئة، وقال إن الحادث لا يزال قيد التحقيق. وأشارت إلى أن الهيئة تمنع أيضا انتقاد الملك والعائلة الحاكمة، وأعضائها معروفون تحت مسمى "المطوعين"، ولكنهم الآن أحد القضايا المثيرة للجدل في المملكة، ويتم استخدامهم كذراع سياسية منذ 2012. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة السعودية تخشى من تراجع دور الهيئة، التي تم تأسيسها في عام 1940 لتطبيق الشريعة الإسلامية، وبدأت شهرتها في عام 1979، بعد استيلاء الجماعات المتشددة على المسجد الحرام في مكةالمكرمة. ولفتت إلى أن نحو 4 الآلاف متطوع يقومون بدوريات في الشوارع، ويفرضون قواعد اللباس الصارم ويفصلون بين النساء والرجال، ويفرضون السلوك الذي يرونه يقع تحت نطاق الإسلام طبقا لوجهة نظرهم، فعلى سبيل المثال يحظرون قيادة النساء للسيارات. وذكرت الصحيفة أنه منذ عام 2002 تصاعدت الحوداث الخاصة بالهيئة، بعد وفاة 15 فتاة في حريق مدرسة بعد عدم السماح للفتيات بالفرار لعدم ارتدائهن الزي الشرعي، وفي عام 2007 اقتحمت منزلا وقتلت رجلا يبلغ من العمر 28 عاما لاشتباههم في حيازته موادا كحولية. واختمت الصحيفة بقولها: انتشار الهواتف الذكية ساهمت في فضح ما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصبح من الصعب إخفاء الاتهامات، رغم تبرئة القضاء السعودي للهيئة من غالبية التهم المقدمة ضدها.