الوطن في احتياج ل " اصطفاف " في الفهم وعلينا ان نتعلم كيف نختلف .. والشباب هم الطرف الاهم في معادلات المستقبل أريج ناصري .. واجواء ستيناتية مفعمة بروح الاباء والمقاومة عطرت الاحتفالية التي اقامتها امس الخميس جامعة مصر الدولية بمسرح الجلاء للقوات المسلحة وحضرها الفريق اول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ، الاحتفالية التي بدأت في تمام السابعة استلهمت حياة الشهيد ابراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال واحد ابطال حرب اكتوبر في اوبريت جمع بين المشاهد الدرامية القصيرة واغنيات وطنية يعود معظمها الي فترة "الاستنزاف " ، وقد تجاوب معها جمهور الحضور بشكل لافت ، يشي ان المرحلة الحالية لم تفرز غنائها بعد قائمة كبيرة تتجاوز العشرين من نجوم الفن والغناء شاركت في تقديم الاوبريت ، الا ان انظار الجمهور الذي تنوع ما بين مدنيين وعسكريين ظلت معلقة بالفريق اول عبدالفتاح السيسي الجالس في الصف الاول انتظارا لما سيقوله كلمة السيسي التب اعقبت توزيع دروع التكريم علي المشاركين طالت لما يتجاوز النصف ساعة بدقائق ، ورغم مظهرها العفوي ولهجتها " العامية البسيطة " والمطعمة بالكثير من التعبيرات العاطفية الا انها بدت نابعة من ذهنية مرتبة كما يليق ب" رجل دولة " السيسي الذي ربط بين ما تشهده مصر هذه الايام وما شهدته من ايام قاسية ابان العام 1967 كان موفقا وهو يلفت الي ان الضربة التي ساهم فيها " الغرب الامبريالي " بكامله وقتها ، واستهدفت ضرب المشروع الحضاري القومي الذي تبناه نظام عبدالناصر ، هذه الضربة لم ولن تنتهي لان هناك من يرفض ان تتحول مصر الي قوة اقليمية كبري وان تتبني مشروعا عروبيا مناوئا للمشروع الغربي الرامي لاستنزاف خيرات المنطقة ، "الترشح للرئاسة " .. وهو الموضوع الاكثر جماهيرية علي موائد النقاشات المصرية حاليا كان حاضرا ، وعنه اجاب السيسي بان "الازمة اكبر من اسم الرئيس او حتي طاقم الحكومة " ، وسرد ارقاما عن حجم الدين المصري وما تحتاجه من " تريليونات " لتغطية بنود اساسية مثل التعليم وفرص العمل "الفريق " كان حريصا علي توضيح بعض " الملتبس " في اقواله مؤخرا ، ففسر في سياق كلماته عن الواقع الاقتصادي مفهومه ل" ان مفيش حاجة ببلاش " و" اذرع الدولة " وهي العبارات التي حاول "خصومه السياسيون استخدامه ضده مؤخرا "النبرة الايمانية " كانت واضحة في كلمة السيسي الذي اكد انه " يحب الله " ويتمني ان يكون الله يحبه ، وان وقوف الله الي جوار "شعب مصر " ، كاف لمواجهة التحديات و " التربص " الدائم من "القوي الخارجية " في واحدة من المناطق الاكثر اهمية من كلمته استحضر الفريق السيسي كلمة الزعيم عبدالناصر " ما اؤخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة " ، مشيرا الي ان الزعيم الراحل لم يشهد تحقق نبوئته ، وهو ايضا السيسي قد لا يشهد تحقق نبؤئته بان تصبح مصر " قد الدنيا " لكنه واثق من انها ستتحقق ، ووقتها سيكون سعيدا حتي لو لم يكن موجودا !! وهو ما استقبله الجمهور ب" عاطفية مفرطة " تنوعت مظاهرها بين التصفيق الحاد والدعاء للفريق ب"طولة العمر " في هتاف جماعي الفريق اول السيسي توجه لشباب الجامعة الموجودين في الاحتفال بجزء من كلمته طالبهم فيه ببذل الجهد واطلاق المبادرات والافكار الخلاقة التي تدعم مسيرة مصر نحو تحقيق اهدافها ، لافتا الي ان الشباب يمثلون 60% من تعداد المصريين وبالتالي هم الطرف الاهم في المعادلة معتبرا ان اهم ما تحتاجه مصر في هذه اللحظة هو " اصطفاف في الفهم " ، وطالب الجميع بان نتعلم معا وجميعا كيف نختلف ، وليس فقط كيف نتفق !!