بعد توقف دام لأسبوعين ستعود اليوم الحياة مرة أخرى للملاعب الأوروبية الكبرى بعد انتهاء مهمة اللاعبين الوطنية مع منتخبات بلادهم بخوض واحدة من المراحل الحاسمة للتأهل إلى كأس العالم المقبلة، وستكون هذه العودة من الباب الكبير حيث سيكون ملعب الأوليمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما شاهدا الليلة على صراع كبير وواحدا من أقوى ديربيات بين اثنين من أكثر الفرق المتألقة في أوروبا هذا الموسم عندما يستضيف ذئاب العاصمة روما أمراء الجنوب نابولي في ديربي الشمس أو ديربي الجنوب في قمة مباريات الجولة الثامنة للبطولة. ديربي الشمس يعود اليوم بأجواء مختلفة وحسابات مهمة ومغايرة تماما عما كان عليه الوضع في السنوات القليلة الماضية، حيث إنه يأتي في وقت يقدم فيه الفريقان واحدة من أفضل الانطلاقات في تاريخهما، ويقدمان فيه عروضا مذهلة مصحوبة بنتائج رائعة، ما يضيف نكهة جديدة على المباراة ويعقد من حساباتها أكثر وأكثر. فالفريقين ومعهما حامل اللقب يوفنتوس هم المتصدرين للبطولة حيث تعتلي الذئاب القمة بالعلامة الكاملة بتحقيق سبعة انتصارات متتالية في إنجاز غير مسبوق للجيالوروسي، وهم أقوى دفاع وأقوى هجوم في البطولة، ولديهم تشكيلة مميزة بها الكثير من الشباب الصاعد، ولا تختلف الظروف كثيرا في نابولي الذي يصنع مع مدربه الإسباني بينيتيز شكلا ممتعا للكالتشيو، ولولا التعادل المفاجئ على أرضه أمام ساسولو المتواضع لكان مثل روما بسبعة انتصارات. روما في السنوات الماضية وخاصة في الموسم الماضي قدم أداء متذبذبا امتاز خلاله دائما بتقديم كرة قدم ممتعة، إلا أنه لم يكن قادرا على تحقيق النتائج المميزة، ليأتي هذا الموسم الفرنسي الرائع رودي جارسيا من ليل ويجد التركيبة ويحل المعادلة الصعبة ويقود فريقه حتى الآن لتحقيق المراد، بالإبقاء على الكرة الممتعة التي طالما قدمها فريق العاصمة، ولكنها مصحوبة أيضا بالمتعة المعتادة وسط فاعلية هجومية كبيرة، وصلابة دفاعية جعلت شباكه لا تهتز سوى بكرة واحدة في 630 دقيقة. ويعتمد رودي في تشكيلته على مزيج من الخبرة والشباب بتواجد الحارس القادم من نابولي دي سانتس والقائد الأسطوري للذئاب توتي وخليفته دي روسي والظهير الأيمن البرازيلي مايكون والأيسر الإيطالي بالزاريتي، وبجوارهم مجموعة من الأسماء الصاعدة مثل المدافعين الرائعين المغربي بن عطية والبرازيلي داستان، وثنائي الوسط بيانيتش والصفقة الرابحة ستروتمان والأمريكي برادلي، إلى جانب الشاب الإيطالي الصاعد فلورينزي، والإيفواري جيرفينيو الذي أعاد اكتشاف نفسه مرة أخرى مع مدربه السابق في ليل، بعد سنوات غير ناجحة قضاها في العاصمة الإنجليزية مدافعا عن ألوان أرسنال. على الجانب الآخر فإن الكثيرون شككوا في عودة بينيتيز مرة أخرى لإيطاليا بعد تجربة سابقة غير ناجحة من إنتر وخاصة أن مجيئه للفريق جاء متزامنا مع رحيل نجم الفريق وهدافه الأول كافاني، إلا أن بينيتيز كسب الرهان حتى الآن وأبرم مجموعة من الصفقات الناجحة على رأسها الأرجنتيني هيجوايين ومعه زميليه في ريال مدريد ألبيول وكاليخون، ونجح في صناعة فريق حديدي بمعنى الكلمة، بتواجد الحارس الإسباني رينا وأمامه ألبيول وكانافارو وماجيو والظهير الكولومبي الصاروخي زونيجا، وثلاثي قوي في الوسط هم إينلر وبيرامي والقائد السلوفاكي هامسيك بالإضافة لثلاثي هجومي ناري مكون من هيجوايين وعلى يمينه ويساره كاليخون والإيطالي الدولي السريع إنسيني. ويرى الخبراء بالكرة الإيطالية أن مباراة اليوم ستكون اختبارا حقيقيا جديدا للفريقين لإثبات قدرتهما على الاستمرار في المنافسة وامتلاك النفس الذي يسمح لهما بالبقاء في دائرة المنافسة حتى النهاية، وما لهما من شخصية تمكنهما من إزعاج يوفنتوس أكثر مما كان عليه الحال في الموسمين الماضيين، الذي لم تجد فيهما السيدة العجوز مضايقة حقيقية قبل الوصول لسكوديتو. ولا يعتبر هذا اللقاء هو الاختبار الصعب الأول لطرفي صراع اليوم، حيث لعب روما من قبل مبارتين صعبتين كانت الأولى أمام جاره وغريمه الأزلي لاتسيو وفاز عليه بثنائية، والأخرى على ملعب جوسيبي مياتزا أمام إنتر المتألق الذي احتفل أمامه ووسط جماهيره ثلاثة مرات، أما نابولي فكان اختباره الأصعب (محليا) على أرض ميلان في سان سيرو وعرف بدوره الانتصار بثنائية أكد من خلالها جهوزيته الكاملة لموسم تتوقعه جماهيره العاشقة استثنائيا. المباراة ستنطلق في تمام التاسعة إلا ربع من مساء اليوم بتوقيت القاهرة على ملعب الأوليمبيكو.