أكد وزير الخارجية نبيل فهمي، أنه خرج من زيارته لروسيا بانطباعات إيجابية للغاية فيما يخص تصورهم للوضع المصري. وقال «فهمي» في تصريحات صحفية له اليوم الثلاثاء، أنه وبالنسبة للعمل الثنائي فهناك استعداد لبدء الإعداد لتعاون مثمر فيما بيننا، مشيرًا إلى الاتفاق على بدء عمل سكرتارية اللجان المشتركة قبل الدعوة لاجتماعات تبدو عليها قامة كبيرة دون أن يتم الإعداد لها بشكل جيد كما شهدنا العام الماضي، حيث تم عقد قمة واقتراحات مختلفة لم يخرج عنها شيء على الإطلاق. وأوضح أن الدول الكبرى مثل روسيا لا تتحرك بهذا الأسلوب ولكن لها منهجها وأسلوبها ومؤسساتها، وبالتالي فعندما يتم تقديم مقترح معين يجب دراسته حتى يتم عقد اجتماعات على مستوى القمة أو المستوى الوزاري وتخرج بنتائج وتكون بداية للحوار. وأشار «فهمي» إلى أنه وفي نفس الوقت سيتم تدعيم التعاون في مجال الاستثمار والبنية الأساسية ومجال التكنولوجيا الروسية والتعاون الثقافي بيننا، حيث اتفقنا على تعاون بين مؤسستي وزارتي الخارجية في البلدين, وقال "إننا نستهدف عقد اللجنة الوزارية المصرية الروسية في الربيع المقبل". وحول تقييمه لنوايا روسيا تطوير علاقتها مع مصر لمستويات أكبر تصل لشراكة, أوضح فهمي أنه كانت هناك ثلاثة محاور أساسية في تفكيره لدى وصوله إلى روسيا أولها أن هناك حراكا روسيا سياسيا تم ترجمته في مسألة سوريا والأسلحة الكيماوية ونجده أيضا في العلاقة الروسية الأمريكية التي تمر بمرحلة حساسة, مشيرا إلى أنه كان مهتما بالاطلاع على المنظور الروسي للمرحلة القادمة لأن العلاقات الروسية الأمريكية والحراك الروسي في الشرق الأوسط يؤثر على مصالحنا. وأضاف أن المحور الثاني يرتبط بتقييم روسيا للأوضاع في الشرق الأوسط لأنها طرف فاعل فيها، وكان هذا مفيدا بالنسبة لنا في مصر وخاصة التفاصيل المرتبطة بالوضع في سوريا وما يتعلق بالأسلحة الكيماوية أو الوضع السياسي السوري السوري وما يسمى جنيف 2. وأشار الوزير إلى أن المحور الثالث يرتبط بتصور روسيا لعلاقتهم مع مصر, موضحًا أن وزير الخارجية الروسي ذكر أكثر من مرة في الجلسات الخاصة والمؤتمر الصحفي أن مصر دولة محورية وأن استقرار مصر وتحقيق تطلعات الشعب المصري ينعكس تلقائيًا على استقرار المنطقة ككل ومن ثم على المصالح الروسية. وردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك تردد من جانب روسيا في تطوير علاقاتها مع مصر بشكل أكبر بعد ثورة 30 يونيو, قال فهمي "إنني لا أصفه بالتردد فمن يتابع المنهجية الروسية يجد أن التحرك الروسى دائمًا تحرك محسوب بدقة وفيه تراكمية"، وأوضح أن روسيا منذ 25 يناير 2011 وليس منذ 30 يونيو تترقب الأوضاع في مصر بدقة فلم نشهد تطورًا ملموسا في العلاقات وإنما كل ما استمعنا إليه كان اقتراحات عديدة من الجانب المصري فيما يتعلق بالقمح والقروض أو بمشروعات استمع إليها الجانب الروسي ولم يرد بمواقف محددة. وأكد أنه الأن وفي المقابل نجد أن هناك موقفا رسميًا روسيا واضحًا يدعم الاستقرار في مصر ويدعم تطلعات الشعب المصري ويريد أن يتحرك بشكل ملموس منهجي، وقال إن مواقفهم فيها استمرارية واضحة، موضحًا أن استقباله على مستوى سكرتير عام مجلس الأمن القومي ووزير الخارجية الروسي يعكس رغبة منهم في التعاون مع مصر، إذ أشار لافروف إلى أهمية الدور المصري الإقليمي من حيث أن مصر دولة محورية وكذلك فالجانب الروسي يترقب التطورات في الشرق الأوسط ومصر تحديدا ولا يبدو عليه استعجال – وكذلك نحن – لعقد لقاءات مظهرية لا تخرج بنتائج وإنما يهمهم أكثر من ذلك الإعداد الجيد للاجتماعات ومتابعة الموقف والخروج بنتائج ملموسة عندما يكون هناك اجتماع على مستوى عال. وأعرب فهمى عن اعتقاده بأن هذ الزيارة أنجزت ما كنا نأمل فيه وكان هناك اطمئنان متبادل من الجانبين بأن هناك جدية في التعاون والعلاقات, مشيرا إلى أنه لم يحضر إلى موسكو بطلبات خيالية غير منطقية قائلا "بل إننى لم أطلب أي شيء بالتحديد" .. ومن الناحية الأخرى فقد تحدثنا عن قضايا محددة فنية وعن حلول لمشاكل عالقة .. ووعد الجانب الروسي بدراستها. وحول نجاح مصر في تطوير الموقف لإعادة طرح أهمية عقد مؤتمر دولي لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بعد الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الأسلحة الكيماوية السورية, قال فهمي إن هذا أمرا مهما أيضا فكما تعلمون أن مصر لها موقف محدد ومعروف فيما يتعلق بحظر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط منذ عام 1974 ثم حظر كافة أسلحة الدمار الشامل منذ عام 1990. وأوضح أن الجانب الروسي نفسه أكد من جانبه خلال اجتماعات الأمس قبل أن أطرح الموضوع أن ما يتم في المنطقة يجب أن يكون داعما لسرعة انعقاد المؤتمر الدولي الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل الذي كان مقررا عقده العام الماضي .. وقال فهمى إنه رحب من جانبه بهذا الموقف الروسي وأكد مجددا أن ما يتم في سوريا يجب أن يكون حافزا إضافيا لتنشيط الجهود الرامية لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط. وقال إن هناك تحركا وتعاونا في هذا الشأن, مشيرا إلى أن التحدي ليس في دفع الجانب الروسي أو المصري لعقد هذا المؤتمر فكلانا مؤيد لهذا الهدف ولكن التحدي يكمن في إقناع الجانب الإسرائيلي وأطراف إقليمية أخرى والولايات المتحدة للانضمام لهذا الجهد واتفقنا على مواصلة التشاور فيما بيننا في نيويورك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سأتوجه إليها مطلع الأسبوع المقبل.