خصصت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية مقالا حول السياسة الخارجية التركية تحت عنوان " تركيا تريد أن تكبح تدهور سياستها الخارجية". وأوضحت الصحيفة أن تركيا التى أصبحت معزولة سياسيا فى منطقة الشرق الأوسط، تجعل من مشاركتها في تدخل عسكري دولي في سوريا نقطة لاستعادة مكانتها في المنطقة. وتابعت الصحيفة الفرنسية أن تركيا التي تنادي منذ أشهر بتدخل عسكري في سوريا أعلنت عن رغبتها في أن تشارك في هذا التحالف ضد جارتها، فوفقا لوزير الخارجية التركي أحمد دفتولجو بأن هذه المشاركة المحتملة إلى جانب القوى الدولية ستسقط كل التحليلات العديدة التي تؤكد أن تركيا تعيش في عزلة دولية. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من محاولة السلطات التركية أن تنفي تلك التحليلات إلا أن الدبلوماسية التركية تشهد تراجعا مستمرا في المنطقة، وهذا ما يقوض طموحات تركيا بإعادة بسط نفوذها على الأراضي التي كانت تحت السيطرة العثمانية. وتعليقا منها على الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة التركية الأسبوع الماضي إلى بغداد، على الرغم من العلاقات السيئة للغاية بين البلدين، أوضح المعارض التركي كمال كيليشدار أوغلو أن هذه الزيارة تؤكد ركود دبلوماسية أردوغان وسياسته، مضيفا " سيدي رئيس الحكومة التركي لا تستطيع أن تذهب إلى أي مكان في الشرق الأوسط ". وعبر نائب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا "أدريس بال" عن أسفه على تراجع السياسة الخارجية التركية، مؤكدا " علاقتنا مع إيران والعراق وسوريا وإسرائيل وأرمينيا واليونان متوترة منذ فترة، يضاف إليها مصر التي أصبح لتركيا مشاكل معها في الوقت الحالي"، مشيرا إلى أن السياسية الخارجية التركية سيئة التوجه. وبينت "لو فيجارو" أن تركيا تفتقد التمثيل الدبلوماسي التقليدي في قبرص وأرمينيا بالإضافة الى سحبها لسفيرها في دمشق وإسرائيل، كما قامت تركيا مؤخرا بسحب سفيرها من مصر، باختصار تركيا تحولت من " الدولة التي ليس لها مشكلة مع جيرانها" إلى الدولة التي ليس لها "صديق". والتفت الصحيفة إلى مشكلة تركيا مع مصر بسبب مساندة أردوغان للإخوان المسلمين، فمنذ سقوط الرئيس المصري محمد مرسي، وأردوغان لا يهدأ أبدا، كما أنه خلال الأيام الأخيرة بدأ يدخل إسرائيل في اللعبة حينما اتهمها بأنها وراء الانقلاب العسكري في مصر، كما لم ينجوا إمام الأزهر في مصر الشيخ أحمد الطيب من اتهامات أردوغان. ونوهت الصحيفة الفرنسية إلى أن الملاحظ للسياسة الخارجية التركية يجدها قائمة على "المناصرة" وهذا له تأثير كارثي على "القوى الناعمة" التي كانت تلعب عليها تركيا في علاقتها مع جيرانها، مشيرة إلى أن الدور المعتدل الذي لعبته تركيا منذ بضعة أعوام حقق لها نجاحات دبلوماسية كبيرة، غير أن كل هذا أصبح ذكرى بعيدة في الوقت الحالي. وأشارت "لو فيجارو" إلى أن تركيا تحاول أن تعطي انطباعا بأنها مؤثرة دبلوماسيا في الشرق الأوسط، غير أن هذا يزيد من خروجها عن اللعبة السياسية نتيجة سلسلة الأخطاء غير المحسوبة التي تقع فيها، خاصة انحيازها الطائفي. وتختتم الصحيفة بالقول إنه في الوقت الحالي أصبحت تركيا الدولة الوحيدة التي تدين الانقلاب العسكري في مصر، وكل العالم صامت، وهذا يبرهن على الوحدة الكبرى والانعزالية التي تعيشها السياسة الخارجية التركية.