* لوفيجارو تنقل عن ممثل للمجلس الانتقالي استعداد الثوار لبقاء القذافي في ليبيا إذا تنحى عن السلطة * أطباء وطلاب في بنغازي يتعلمون كيفية معالجة الأزمات النفسية بعد النزاعات المسلحة لمساعدة الليبيين وخاصة الأطفال * بعض الأطباء يعانون نفسيا بعدما اضطروا للتعامل مع واقع مؤلم خلال قتل قوات القذافي للمواطنين وحتى الجرحى في العناية المركزة عواصم- وكالات: أفادت صحيفة وول ستريت جورنال استنادا إلى مسئولين أمريكيين أن معمر القذافي “ينوي جديا” مغادرة العاصمة الليبية طرابلس هربا من غارات حلف شمال الأطلسي الجوية. ونقلت عن مسئول في الأمن الوطني الأمريكي أن المعلومات التي حصلت عليها واشنطن تدل على أن القذافي “لم يعد يشعر بالأمان” في العاصمة. ولا يعتقد المسئولون أن هذا التحول وشيك ويرون أن القذافي لن يغادر بلاده في حين يطالب الثوار الذين يقاتلونه، برحيله كشرط أساسي. ويبدو أن للعقيد عدة منازل آمنة وغيرها من المنشآت في العاصمة وخارجها بإمكانه الإقامة فيها. ومن جانبه، أعلن محمود شمام الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي، في مقابلة مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن الثوار أقاموا اتصالات غير مباشرة مع ممثلي نظام طرابلس وتحدثوا عن إمكانية بقاء معمر القذافي في ليبيا إذا تنحى عن السلطة. وفي الغضون، يتجمع 25 طبيبا وطالبا داخل قاعة في أحد مستشفيات مدينة بنغازي، يتابعون شريطا يعرض عليهم كيفية تشخيص الصدمات النفسية الناجمة عن النزاعات المسلحة ومعالجتها. وتبدأ الطبيبة النفسية دارة الهادي درسها في قاعة الصف بشرح بعض المبادئ التي يعرفها الجميع ولو بالفطرة، مثل صعوبة تحمل حالة مطولة من الضغط والإجهاد على كل البشر. وعانى سكان بنغازي المدينة التي انطلقت منها الثورة الليبية على نظام معمر القذافي، من إطلاق النار على مدى أسابيع سواء برصاص القناصة المرابضين على سطوح المباني أو بقذائف القوات الموالية للنظام. وما زال من الممكن رؤية آثار الحرب في كل مكان فيما تتواصل المعارك على مسافة ثمانين دقيقة فقط من المدينة. وتطلب دارة الهادي من طلابها أن يذكروا بعض أعراض حالات الضغط النفسي فسرعان ما تردها الأجوبة مترددة أحيانا: أرق، تعب، كوابيس، سلوك عنيف، بكاء. وتتولى الهادي وزملاؤها من منظمة الهيئة الطبية العالمية تدريب معلمين وأطباء نفسيين وعاملين اجتماعيين أيضا، وهم معنيون بالدرجة الأولى بهذه المشكلة. وتقول “هؤلاء الأشخاص يهتمون أو سوف يهتمون لاحقا بناجين” من أعمال العنف وتضيف “يجب أن تكون لديهم كمية من المعلومات الأساسية. كيف يتعرفون إلى بوادر الضغط النفسي وكيف يعرفون متى يصبح من الضروري الحصول على مساعدة اختصاصي“. وتوضح “هذا مفيد لهم أيضا لأنهم يعيشون الوضع نفسه“. وتشير إلى أنه يتم الاهتمام بشكل خاص بحالات الضغط لدى الأطفال. وتظهر أعراض الصدمة على بعض الأطباء بعدما اضطروا إلى التعايش مع الفوضى التي تلت طرد قوات القذافي والعمل في ظلها، وهم يجدون التعامل مع ذكريات هذه المرحلة أصعب من معالجة مرضى أصيبوا بتشوهات أو بجروح بالغة نتيجة إطلاق نار. وأوضحت مجموعة أطباء في مستشفى الجلاء أن عواقب الوضع الفوضوي في بنغازي كانت بالغة الشدة عليهم. ويروون من جملة ما يروونه، كيف قام مسلح مرة بإعدام جريح في وحدة العناية الفائقة، فيما وقفوا عاجزين عن التصدي له.
وعلى صعيد آخر، يبدو أن مجلس النواب الأمريكي بصدد إقرار قرار الجمعة يهدف إلى فرض قيود على الدور الأمريكي في الضربات التي تستهدف ليبيا، وسط تصاعد الغضب من طريقة تعامل الرئيس باراك أوباما مع النزاع. وقال رئيس مجلس النواب، الجمهوري جون بونر إن النواب سيصوتون على قرار بهذا الصدد إضافة إلى قرار آخر يتعلق بتخويل القوات الأمريكية المشاركة في حملة الناتو لضرب جيش القذافي. ويهدف الإجراء لقطع كافة التمويل للعمليات العسكرية الأمريكية ما عدا المهام الداعمة للحلفاء الأطلسيين من قبيل إعادة التزويد جوا بالوقود ومهام الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة والتخطيط وعمليات البحث والإنقاذ. وفي مسعى أخير لحشد الدعم للنزاع الليبي عقدت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية جلسات مغلقة مع نواب ديمقراطيين لحثهم على عدم تقييد أيدي الإدارة الديمقراطية.