لعل تدخلي وردي علي عضو مكتب إرشاد يثير الحيرة عند البعض ألم تستقل من الجماعة فلماذا الكتابة في الشأن الإخواني مرة أخري ..؟ وللحقيقة عندما تدجن المقالات الموجهة والتي ليس لها هدف إلا الإذعان والتطويع باستدلالات وإستدعاءات خاطئة وفي غير محلها بهذا التدفق دون أن يشتبك معها أحد اللهم إلا الشيخ الفاضل عصام تليمة الذي شجعني رده المهم علي مقالة سابقة للدكتور غزلان في أن أحذوا حذوه ولكن لست كصاحب علم مثل فضيلته ولكن كشخص يحيا في هذا الوطن لأن عدم الاختلاف في ما يطرحه الدكتور غزلان علامة سوء وضعف فما يحدث داخل جماعة الإخوان ربما تعدي أثره علي الوطن كله .. يوماً ما...! يبدأ الدكتور محمود غزلان مقاله المثير للدهشة تحت عنوان “تصحيح مفاهيم ودحض شبهات” بوضعنا في إطار حدده هو بنفسه وكأنه أمر من المسلمات وبطريقة نصف الحقيقة فقط يقول سيادته : والحقيقة أن الطاعة ركن من أركان الاجتماع الإنساني، وقانون من قوانينه، فما دام الإنسان فردًا في مجتمع- أيَّا كان هذا المجتمع صغيرًا أو كبيرًا- فلا بد أن يحترم نظامه العام فالفرد في الجماعة الوطنية لا بد أن ينزل على نظامها العام، ودستورها، وقوانينها، وإن خالفها لقي جزاء المخالفة، وهذه هي الطاعة، وإن اتخذت اسمًا مختلفًا. نعم يا دكتور غزلان لابد أن نحترم النظام العام ونطيع ونذعن لكن أين نصف الحقيقة الأخر.. ولنا في الإخوان قدوة عندما يجور النظام العام ويزور الانتخابات البرلمانية والانتخابات الطلابية فلابد أن نثور ونغضب ونقاوم ونقيم اتحادات بديلة وبرلمانات موازية.. لأن الفرد في الجماعة الوطنية طاعته مبصرة.. وإن كنت أعترض علي هذا الإسقاط لان المجتمع العام كمفردات لدولة غير جماعة محدودة بالنسبة للمجتمع ككل ونقف عند نقطة هامة وهي استدلال أخر مذهل يقول فيه ( والذي يعمل في مؤسسة اقتصادية، لا بد أن يلتزم بلائحة العمل، وإن خالفها جُوزيَ على المخالفة، وهذه طاعة. والمدرس الذي يعمل في مؤسسة تعليمية لا بد أن يحترم مواعيد الطابور، والحصص، والتحضير، والشرح، وهذه طاعة.والتاجر الذي يمتلك دكانًا للتجارة ولا يعمل لديه إلا عامل واحد لا بد لهذا العامل أن يلتزم بأوامر صاحب العمل وإلا استغنى عنه، وهذه طاعة) وهذا استدلال وقياس فاسدين لأن العلاقة يا سيدي في النماذج التي ذكرتها علاقة أجير برب العمل أو صاحب مؤسسة.. أما علاقة الفرد في جماعة الإخوان المسلمين فهي علاقة شراكة في جماعة أو تنظيم ديني أو تربوي أو سياسي أو كل ذلك .. شركاء وليسوا أجراء أو أتباع أو مرديين .. فالعامل في الدكان لا يشارك في صنع القرار بينما لو الشوري تطبق بصورة صحيحة داخل الجماعة فأصغر أخ عامل له حقوق مثل المرشد تماماً وصوته الانتخابي مثل صوته تماماً .. وكعادتك يا دكتور تترك العنان لقلمك دون حساب أو مسئولية وبكل هدوء تستدعي آية هامة وعظيمة لتسقطها علي حالة ليست حالة جماعة المسلمين .. فبعد أن استدعيت ما يخدم المقدمة من حزب ودكان ولاعب كرة .. تدهشنا مرة أخري بنقلة مفاجأة بالآية الكريمة .. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: من الآية 59). نعم الطاعة واجبة لله وللرسول وأولي الأمر .. لكن أين أولي الأمر و(أولو الأمر) في نظر الشرع طائفة معينة، وهم قدوة الأمة وقادتها، والمؤتمنون على دينها ومصالحها. فأهل العلم العدول من أولي الأمر والحكام من أولي الأمر وأولو الأمر أيضاً هم الذين يُطلق عليهم في الأدبيات السياسية الإسلامية (أهل الحل والعقد) وهنا أحيل سيادتكم لبحث رائع لفضيلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب وهو عضو سابق في مكتب الإرشاد بل مفتي الجماعة السابق وهو في صورة بحث عن هذا الأمر علي هذا الرابط http://islamicfatwa.wordpress.com/2009/04/14/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A3%D9%88-%D8%AC%D9%85/ أتمني أن تقرأه بعناية يوضح حالة التعامل مع جماعة من المسلمين لا تمثل السواد الأعظم من الأمة ... كما أنك في حديثك تبتسر نوع واحد من الشورى ومن زاوية ضيقة للغاية وهي التزام البعض برأي الشورى لكنك لا تذكر أن هناك آراء وجيهة ومحترمة تري احتفاظ أصحاب الرأي المخالف برأيهم والتبشير به وشرحه والاستمرار في ذلك حتى عندما تتم الممارسة والتنفيذ للأمر الذي أجريت الشورى من أجله وعليه يكونوا أفضل من يرصدوا سلبياته ويقارنوه بمشروعهم ومن هنا يكون التحول للرأي الأخر في الممارسة القادمة لأن طرحك الأمر بهذا الشكل ينسف فكرة المعارضة من أصله في الإسلام فمن يتحدث ويخالف بعد الشورى فقد خرج عن الإجماع ويريد هز الثقة وإثارة القلاقل والفوضى .. وأسمح لن أوضح نوعين من الشورى كما فهمتهم من الدكتور الفاضل توفيق الشاوي عندما قال إن الشورى قد تكون شوري مؤسسات وشوري مرسلة .. فشوري المؤسسات يتم تداول الرأي فيها بعد أخذ الشورى خارج نطاق التطبيق ولا يعيب أن يتبني من يريد رأي مخالف ولا تحجر علي الرأي الأخر فلا تحصرنا يا دكتور بين الجمع والمنع .. فالجماعة تجمع من الآراء ما يناسبها وتمنع من يخالفها كما أن قذفك لكلمة الشذوذ في تفسيرك كتضاد للجماعة أمر مذهل أخر .. فربما لم يجد شخص ما يناسبه من جماعة من المسلمين مثل الإخوان أو غيرهم فلو عضد علي جذع شجرة أو أشترك في تنمية محلية أو بشرية أو في منظمة مجتمع مدني خارج إطار الجماعات يكون قد أصابه الشذوذ ..!! أما تبريراتك لمنع الإخوان من الالتحاق بحزب أخر إلا حزب الجماعة فهو موضوع قتل بحثاً ممن هم أفضل مني علماً وفضلاً وقد أوضحوا فيه الكثير من الاستقلالية والتعددية للفكرة الإسلامية وأن مثل هذا القرار هو افتئات علي حق أصيل وهو حق الاختيار للإنسان الحر..لكن للأسف نظرتك منذ بداية المقال لفرد الإخوان أنه موظف أو عامل في دكان تتناغم مع قرار حظر اختياره حزب أخر لأن صاحب الدكان يري ذلك أتمني يا دكتور غزلان أن تكف أنت والأستاذ العزيز صبحي صالح عن هذا السخاء المجاني في الإساءة لجماعة الإخوان المسلمين أنت بكتاباتك وهو بتصريحاته الغير منضبطة وأتمنى بعدما زال التربص الأمني والملاحقات السياسية للإخوان المسلمين أن تترك الحديث عن دحض الشبهات الفكرية وتحدثنا قليلاً عن الشبهات المالية وكيفية دحضها لأنها أخطر علي الجماعة من الشبهات الفكرية ...؟ كاتب وناشط سياسي وحقوقي