وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التصريحات الصحفية أمس، لوزير الخارجية فى الحكومة المؤقتة "نبيل فهمى" بأنها الأكثر اتساعا بشأن السياسة الخارجية من قبل القيادات المصرية الجديدة منذ الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسى". وقالت الصحيفة إن المحللين يتوقعون تغيرات فى كل من لهجة ومضمون سياسة مصر الخارجية، حيث يتحرك قادتها الجدد سريعا لتفكيك ما تبقى من تجربة "مرسى" التى استمرت عاما كاملا فى حكم الإسلاميين. وقبل الإطاحة به، قطع الرئيس المعزول "محمد مرسى" العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، ودعا إلى فرض منطقة حظر جوى لمساعدة المتمردين الذين يقاتلون الرئيس السورى "بشار الأسد"، كما بدت حكومته متغاضية عن مشاركة مسلحين مصريين فى الحرب السورية. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "نبيل فهمى"، وزير الخارجية فى الحكومة المصرية المؤقتة قال إن مصر ستواصل دعم الثورة السورية، وأن هناك حاجة ضرورية لحل سياسى، مؤكدا أنه ليس هناك نية للذهاب للجهاد، كما انتقد أيضا إثيوبيا لعدم عملها لحل النزاع حول الحصول على المياه من نهر النيل. وسعى وزير الخارجية المؤقت أن ينأى بسياسة الحكومة الجديدة بشأن سوريا عن سياسة الرئيس السابق "مرسى"الذى جعل مصر مركزا لجماعات المعارضة السورية، ومقصدا للهاربين من الحرب هناك. وقالت الصحيفة إن التحولات فى حلفاء مصر هى بالفعل واضحة، حيث إن البلدان المجاورة والتى تشترك فى عدائها لجماعة الإخوان المسلمين – التى دفعت ب"مرسى الى السلطة – تبنت الحكومة المؤقتة، كما قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة للحكومة الجديدة 3 مليارات دولار كمساعدات. وأشارت الصحيفة إلى أن الملك "عبد الله الثانى"، ملك الأردن - الذى عمل ايضا على تهميش الإخوان فى بلاده، وقام بالسخرية من "مرسى" بقوله "هذا الأعمى" على حد وصف الملك الذى أضاف ليس لديه أى عمق – أصبح أول رئيس دولة يزور مصر بعد طرد "مرسى". وأضافت الصحيفة أن السوريين الذين فروا من الحرب وواجهوا ظروفا قاسية فى مصر يعانون عواقب جديدة من التغيير فى القيادة، حيث تبع الإطاحة ب"مرسى" موجة من التعصب الوطنى من قبل المضيفين على التليفزيون والسلطات الذين وصفوا السوريين والفلسطينيين بالخونة، محذرين – بدون أى دليل- بأنهم يقاتلون باسم مؤيدى "مرسى". وفى سياق آخر، حذر "فهمى" – الذى عمل كسفير لواشنطن فى عهد الرئيس الأسبق "مبارك" – إثيوبيا التى تخطط لبناء أحد أكبر السدود فى العالم على نهر النيل، مما أثار مخاوف لدى المسئولين المصريين بأن ذلك سيكون سببا فى نقص المياه، وكان الفشل فى حل تلك الأزمة بمثابة انتكاسة لحكومة "مرسى"، مضيفا "أدعو الطرف السورى إلى الاستجابة السريعة، اعتقد أن التأخير لا يفيد أى من الطرفين".