سقطت دولة الإخوان في مصر إلى غير رجعة. هؤلاء الذين اختطفوا ثورة 25 يناير بعد أن ركبوا موجتها متاخرين،وكانوا قد عادوا من اجتماع مع ممثل مبارك،عمر سليمان. استغلوا الثورة ليقيموا دولة الاضطهاد والدكتاتورية, وليقيموا نظام الاستئثار وإقصاء كل الآخرين, وأخونة المناصب. سقط حكم المرشد العام الذي عيّن مندوباً له في قصر الاتحادية.لم يصدقوا أنفسهم أنهم استولوا على السلطة بمساعدة الصديق الأمريكي بعد مباحثات طويلة أفضت معه إلى اتفاق.يفعلون بموجبه كل ما يُرضي السيد الأمريكي وحليفه الاستراتيجي،الدولة الصهيونية, فأعلنوا تمسكهم الدائم باتفاقيات كمب ديفيد, وأصبح رئيس دولة الكيان:الصديق العزيز لمندوبهم في قصر الاتحادية. تلقوا الأوامر من واشنطن, ونالوا رضا أوباما, بعد أن قام مرسي بتشديد الحصار على قطاع غزة،وإغراق الأنفاق بالمياه العادمة،وتنكروا لشعاراتهم السابقة بإزالة "الدولة الإسرائيلية"و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود".خلال سنة واحدة من حكمهم الأسود،زادت مديونية مصر وأصبحت ذات أرقام فلكية. زاد الجوع وتصاعد عجز الميزانية،أنهكوا الاقتصاد المصري , وتفشّت البطالة بين المصريين, وتزايد الفقر, لذا ليس غريباً أن يقول استطلاع للرأي أُجري في مصر مؤخراً ,وقام به المركز المصري لبحوث الرأي العام"بصيرة" لصالح قناة"الحياة مصر"ونشر الثلاثاء في الثاني من يوليو/تموز الحالي, لمعرفة آراء المصريين بعد عام من حكم الرئيس المصري والإخوان : بأن 73% من المصريين يرون أن مرسي لم يتخذ أي قرار جيد خلال عامه الأول في الحكم،فيما رأى 63%أن أحوالهم المعيشية ساءت كثيراً. يتمسك الإخوان ومندوبهم في منصب الرئيس"بالشرعية الانتخابية "!ألم يدركوا أن كافة القوى الديموقراطية والوطنية والقومية الناصرية, صوتت إلى جانب مرسي في محاولة لاستبعاد مرشح الفلول.لمّا فاز مرسي تنكر لكل وعوده السابقة مثلما الإخوان:تنكروا لشهداء ثورة 25 يناير،وأداروا ظهورهم لكل القوى الأخرى،وراحوا"يسلقون"دستوراً على هواهم من أجل تمكينهم في الحكم.حاصر بلطجية الإخوان المحكمة الدستورية, وحاول مرسي تفتيت النظام القضائي المصري والتعدي على صلاحياته،ولم يستطيع.حاولوا التسلل إلى الأزهر وعينوا الإخوان في غالبية مناصب المحافظين للمناطق، جاءوا بمسؤولين غير أكفاء(كفاءتهم تتلخص فقط في أنهم إخوان)إخوانيين ليسيطروا على الدولة.القطط السمان في عهد مبارك جرى استبدالهم بقطط الإخوان , السمان كثيراً الذين استولوا على ثروة مصر. استهزؤا بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر،عندما تحدث مرسي عن فترة الستينيات بهزءٍ كبير من خلال القول:"الستينيات وما أدراك ما الستينيات" .أتهم العريان عبد الناصر بتهجير اليهود المصريين إلى دولة الكيان الصهيوني وطالب بإعادتهم،رفعوا مسؤولية الحكومة عن ضريح عبد الناصر،وفنّشوا الموظفين المكلفين بالعناية بالضريح. انطلقوا في كل قراراتهم وسياساتهم من الحقد الأسود والتنكر للزعيم الخالد،تقزّمت مصر في عهدهم،وأصبحت مثل أي دولة صغرى بعد أن كانت زعيمة العالم العربي،والمنطقة , وإفريقيا وكانت ذات تاثير كبير على الصعيد الدولي!لأنهم صغار ذوو أفقٍ ضيّق صغّروا وزن مصر،كان شعارهم بالنسبة للقوى الأخرى تصفوياً "أقتل واحد..أقتل مية...مش حنسيبها للحرامية"!. اكتشف المصريون حقيقية الإخوان خلال سنة واحدة فقط من حكمهم. سنة من الفشل والأوهام والادعاءات المزيفة،احتكروا الدين الإسلامي الحنيف ووظفوه من أجل مصالحهم الخاصة, وليس من أجل مصلحة المصريين،وظفوه من أجل إقصاء كل القوى الأخرى التي اعتبروها(عدّوة)لهم!. يتمسكون زوراً وبهتاناً بالشرعية،وهي مفهم براء. كانوا يختالون مثل طواويس في التفرد في القرارات والاستهانة بالآخرين،وعندما قام هؤلاء باعتصامات مليونية ليس في ميدان التحرير فحسب وإنما في كافة ميادين وساحات المدن المصرية بلا استثناء, مطالبين برحيل الرئيس مرسي،قام الإخوان بحشد مؤيديهم في ساحات أخرى. سلّحوا أعضاءهم بالأسلحة الباردة،واتهموا الجماهير بالتزوير تماماً كما اتهموا الجيش المصري بالقيام بانقلاب, رغم إدراكهم أن هذه المؤسسة العريقة: مدرسة في الوطنية المصرية والمحافظة على الجماهير.الجيش قام بدوره المفترض أن يقوم به،لا يطمح لتولي سلطة ولا إدارة شؤون البلد،فقد أقّر الجيش بعد مباحثات طويلة مع كافة القوى السياسية الأخرى والقيادات الدينية وشباب الثورة: بسلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى ضبط الأوضاع في مصر خلال فترة انتقالية،يتم بعدها تسليم الرئاسة لرئيس منتُخب في انتخابات شعبية رئاسية.الذي سيتولى الرئاسة هو رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور بشكل مؤقت.لقد تم تعطيل العمل بالدستور(الإخواني)وتم الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات وطنية،وتشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة الدستور وغيرها من القرارات الصائبة. إن حركة"تمرد"التي جمعت أكثر من 22 مليون توقيع طالبت برحيل مرسي،وهي المؤلفة من شباب الثورة, سيجري دمجها في مؤسسات الدولة ليكون أعضاؤها شركاء في القرار،وهذا ما يتوجب أن تكون عليه الأحوال.يبقى القول:"أن مصر بإسقاط حكم الإخوان قد دخلت مرحلة تاريخية جديدة, وهذه المرة بلا إخوان.