علقت عدة صحف أجنبية على خطاب الرئيس محمد مرسي أمس للشعب المصري، فقالت صحيفة "فايننشال تايمز" أنه قبل أيام قليلة من الاحتجاجات الحاشدة المخطط لها من قبل المعارضة المصرية، خرج الرئيس محمد مرسي على الهواء بخطاب يضم مزيجا من الوعود والتهديدات لمعارضيه. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مرسى وعد بتشكيل لجنة من كل الأحزاب للنظر في التعديلات المقترحة للمواد المثيرة للجدل في الدستور المصري. كما تعهد أيضا بتشكيل "لجنة مصالحة" وطنية تضم الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين الإسلامي والمسيحي. كما وعد بإدماج الشباب في الحكومة. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن التنازلات والوعود، من غير المرجح أن ترضي معارضيه الداعيين إلى تنظيم احتجاجات حاشدة للإطاحة به، جاءت في خطاب لم يخلو من الاتهامات. وفي تصريحات فسرت على أنها تهديدات مستترة، اتهم مرسي أعضاء من النظام السابق – ذكر بعضهم بالاسم من بينهم رجال أعمال وأصحاب محطات تلفزيونية فضائية - بمحاولة زعزعة استقرار حكمه. كما حذر مرسي، الذي يكافح لفرض سلطته على مؤسسات الدولة، القضاة بعدم التدخل في السياسة. وحاول جاهدا التأكيد على أنه بموجب الدستور هو القائد العام للقوات المسلحة ، في رد فيما يبدو على النقاد الذين يشجعون الجيش بشكل علني على الإطاحة به. ومن جانبها وصفت صحيفة "واشنطن بوست" خطاب مرسي بأنه "متحديا" وفي بعض الأحيان "متثاقلا"، مشيرة إلى انه جاء قبل الاحتجاجات المناهضة لحكمه المقررة يوم 30 يونيو. وقالت الصحيفة الأمريكية أن مرسي اعترف في خطابه أنه ارتكب أخطاء خلال أول عام له في السلطة، لكنه اتهم خصومه بالمسئولية عن الجزء الأكبر من مشاكل البلاد. وأوضحت الصحيفة أن كثير من المصريين قالوا أن خطاب مرسي من غير المرجح أن يؤدي إلى تهدئة المظاهرات المناهضة له المقررة في الأيام المقبلة. ونقلت عن أحد المواطنين، الذي شاهد الخطاب بضجر، قوله أن "الناس تعبوا وضاقوا ذرعا وكل شخص أصبح الآن أكثر غضبا". وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن ارتفاع المخاوف الاقتصادية أدى إلى تسريب بشكل مطرد الشعور بالإحباط من أداء مرسي إلى شريحة أوسع من المجتمع المصري، حيث انخفضت نسبة التأييد له من 78% بعد أول 100 يوم له في منصبه إلى 42% الشهر الماضي، وفقا لمركز الأبحاث المصري "بصيرة". وقالت أن الخوف يتزايد من أن المظاهرات تتحول إلى اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه، مشيرة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" أمس والذي أعرب فيها عن قلق الولاياتالمتحدة تجاه الأحداث في مصر.