كشفت مصادر لبنانية أن النظام السعودي يبذل جهودًا متواصلة لإثارة التوترات الطائفية في لبنان، عقب خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وأوضحت المصادر الصحفية بأن السفير السعودي في بيروت عواض العسيري عقد لقاءات متتابعة مع شخصيات سياسية ودينية من الطائفة السنية، لحثها على تكوين جبهة سنية ضد حزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبدأ "العسيري" لقاءاته برئيس الحكومة المكلف تمام سلام والرئيس المستقيل نجيب ميقاتي، اضافة إلى فؤاد السنيورة، سليم الحص وعمر كرامي وشخصيات دينية لم تكشف المصادر عن أسمائها. وطالب السفير العسيري القيادات السنية باتخاذ موقف موحد ومعلن ضد سياسات حزب الله، والحيلولة دون فرض سيطرته على الحياة اللبنانية العامة، حسب وصفه، وأضاف مخاطبًا الأطراف السنية: "ينبغي لكم أن تكونوا مجموعة اتصال دائمة، مهمتها تنسيق المواقف السنية لضمان فوزكم بالانتخابات وتشكيل الحكومة، والسيطرة على الوزارات الحيوية". وتسعى الرياض لدفع السنة وقيادات مسيحية أخرى لإثارة موضوع حزب الله كقضية محورية في الساحة السياسية اللبنانية، لتشكيل ضغوط تفضي لمحاصرة الحزب وإشغاله بملفات داخلية التمهيد لسحب سلاحه. وكشفت المصادر عن وجود وسطاء لبنانيين يسعون لفتح قنوات اتصال بين السفارة السعودية والحليف المسيحي لحزب الله ميشال عون، الذي يبدي تمنعًا من الانفتاح على السعوديين. وتهدف السعودية من وراء هذه الجهود تشكيل ضغوط داخلية، تدفع حزب الله للتخلي عن دعمه للنظام السوري في معاركه ضد مسلحي الجيش الحر وجبهة النصرة. يأتي هذا في وقت تحفل الصحافة السعودية بسيل متتابع من التقارير والمقالات والرسوم المسيئة لحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، وذلك منذ اندلاع الأزمة السورية، وزادت كثافتها بعد مشاكة مقاتلي الحزب في معارك القصير.