الأزهر هو نداء وطن وضمير أمة بأكملها، فقد رفع لواء الدين والعلم منذ اليوم الأول لنشأته، ولكن كان هناك دور آخر ينتظره وهو الواجب الوطني، الذي اعتبره علماء وزعماء الأزهر أنه الدور الأساس، حين تكون البلاد في حالة ثورة، وفي ذكرى بداية ثورة نقيب الأشراف وزعيم الثوار " عمر مكرم "، تلقي " البديل " الضوء على دور الأزهر الشريف منذ نشأته وحتى الآن. أكد الدكتور فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الزعيم عمر مكرم كان مناضلا ومن الرواد المكافحين الثوريين في الحركة القومية ضد الاستعمار، وهو من الزعماء الحركة الوطنية الثائرين ضد الظلم و الاستبداد، وأوضح أن الأزهر الشريف يقوم بدوره الوطني إلى جانب دوره الديني، منذ الحملة الفرنسية على مصر وتاريخه العريض يشهد على ذلك، وفي الحالة الحاضرة نرى أن الأزهر يقوم بواجبه في النضال الوطني، لتحقيق العدالة للشعب المصري والحفاظ على سيادته واستقلاله عن الهيمنة الأجنبية. ونفى أن يكون الأزهر قد انشغل أو تراجع دوره في القضايا المصرية والإسلامية؛ معللا ذلك بأن الفترة التي أعقبت الثورة قد شهدت بعض الركود، وكانت جميع المؤسسات الفعالة في المجتمع مهمشة وليس لها دور واضح، والآن بدأ الأزهر يسترد عافيته مرة أخرى في الدفاع عن القضايا المعاصرة ، وتبني المبادرات حتى يأخذ مكانته التي كانت له منذ القدم، وأصبح للشعب حرية الكلمة ولديه جرأة في التعبير عن مطالبه ورفعها إلى النظام الحاكم . ورد الزفزاف عن إمكانية أن يخرج لنا الأزهر علماء وزعماء على شاكلة عمر مكرم، بأن هذا يتوقف على مساندة الشخصيات القوية الموجودة على الساحة، وأن ندعمها ونقيها من محاولات القمع التي تتعرض لها، حتى لا نقضي على هؤلاء الاشخاص، وضرب مثلا بالشيخ " مظهر شاهين " إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، والذي لُقب ب" خطيب الثورة "، قائلا: إنه وقف في وجه النظام السابق وتواجد في التحرير منذ اليوم الأول للثورة المصرية، ثم أكمل دوره بالوقوف أمام طغيان عمرو عفيفي – وزير الأوقاف -، الذي حاول بشتى الطرق الهيمنة على جميع المناصب الهامة عن طريق الإخوان المسلمين، وقضى على كل القيادات الرشيدة في الوزارة؛ مطالبا بأن نقف بجوار هذه الشخصيات ونؤيدها حتى تقوم بدورها في تحرير العقول والتأثير في المجتمع . وفي السياق ذاته قال الدكتور محمود إمبابي وكيل شيخ الأزهر الأسبق، أن دور الأزهر بارز ولا يمكن إنكاره، فهذه المؤسسة الدينية هي التي شجعت الحركات الوطنية ووقفت جانبها بكل قوة، وقد كانوا قديما هم من يقودون الثورات ويحاربون الظلم والاستبداد، لافتا إلى ان رجال الأزهر قد دعموا الوقوف في وجه الاستعمار والمطالبة بتحرير الشعوب والعقول، وتصدوا بكل حزم للفكر الأجنبي المخالف، الذي تلخص هدفهه في إفساد المجتمع وتشويهه، وإبعاد الناس عن دينهم. وأضاف إمبابي ل" البديل " أن عمر مكرم لم يكن الزعيم الأول أو الأخير، الذي ولد من رحم الأزهر وحمل رايته، فبقراءة التاريخ نجد أن علماء الأزهر وقفوا أمام كل التيارات الهدامة والمخالفة، وأشار إلى أن دور الأزهر الوطني لم يتراجع، فمازال يساهم في تحقيق النهضة للمجتمع، ويعمل على نشر العدل والاستقرار والأمان في البلد، وهذا هو الدور الوسطي الذي أمرنا به الإسلام، وحمله الأزهر على عاتقه ، وظل مهموما بكل قضايا الوطن العربي والعالم الإسلامي كافة. وفي السياق ذاته قال الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة، جامعة الأزهر، إن هناك دورا تعليميا ودينيا معروف به الأزهر، ولكنه لم نجده يوما غافلا عن الجانب الوطني ودعم الثورات والحركات المصرية والإسلامية على مستوى العالم، وهذا لا يعني أن الأزهر له دخل في السياسة ومن يقول ذلك فهو مخطئ،؛ لأن علماءه منزهين عن السياسة وما بها من شبهات عديدة، تناقض مباديء الأزهر وعلومه. وأكد أن الأزهر الشريف قام بدوره في الحفاظ على هوية الشعب المصري، ولم يسمح بتغيير لغته العربية، وتصدى للغزو الفكري الأجنبي منذ الحملة الفرنسية، وناهض الاستعمار في كل أشكاله وصوره، وبرز دوره أيضا في تكرر في ظل الحكم التركي التي لم تتغير الثقافة الإسلامية في ظله، وحدث أيضا في عهد الاحتلال الإنجليزي وكذلك مرورًا بحكم الرؤساء بدءًا من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصولا إلى محمد مرسي. وأضاف أن الزعيم عمر مكرم كان نموذجا للثائر الحق، ومثالا يعكس رؤية الأزهر الوسطية التي ساهمت في خروج الكثيرين من أبنائه ونادوا بتحرير بلادهم، ووقفوا في وجه الظلم والاستبداد، وكان لهم مكانة وطنية بارزة مقارنة بذويهم من المجتمع. محمود امبابي: "الأزهر" دعم الثورات وقادها ضد الظلم والاستبداد فوزي الزفزاف: ظهور عمر مكرم أخر مرتبط بدعم "الأزهر" للعلماء أحمد كريمة: "مكرم" كان مثال للثائر الحق..ويعكس وسطية الأزهر