يتوجه مواطنو باراجواي إلى مراكز الاقتراع يوم الأحد، لإنهاء المأزق الذي عصف بالبلاد منذ عزل الرئيس فرناندو لوجو قبل عشرة شهور. ويمثل المرشحان الرئيسيان الحزبين اللذين آخذا على عاتقهما الإطاحة بالاسقف السابق لوجو، في إجراء سريع لعزله في حزيران (يونيو) 2012 ونصبوا نائب الرئيس فيدريكو فرانكو محله. وبحسب استطلاعات الرأي كان هوراسيو كارتيس (57 عامًا)، مرشح حزب كولورادو الذي قاد البلاد منذ عهد الديكتاتور ألفريدو ستروسنر حتى انتخاب لوجو، يعد هو الفائز المؤكد حتى قبل بضعة أسابيع، حيث يتقدم على منافسيه بحوالي 10 نقاط مئوية. أما منافسه إيفرين أليجري (50 عامًا)، مرشح الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه الرئيس المؤقت، فقد عزز من فرصه الأسبوع الماضي من خلال تحالفه مع حزب الاتحاد الوطني للمواطنين الأخلاقيين (يوناسي). كان مرشح حزب يوناسي قائد الانقلاب السابق توفي في حادث تحطم مروحية في مطلع شباط (فبراير) الماضي. غير أن كارتيس اتهم خصومه بالفساد قائلًا: إن التحالف السياسي هو نتاج قيام الدولة بشراء قرابة ستة آلاف هكتار من الأراضي المملوكة في السابق لساسة بارزين في حزب "أوناسي" مقابل نحو 11.5 مليون دولار. وأردف يقول إن الحكومة "تنهب" أموال الدولة من أجل الأثراء الشخصي والمنافع السياسية. لكن فرانكو نفى الاتهامات القائلة بوجود علاقة بين شراء الأراضي والشأن السياسي للحزب. وبدلًا من ذلك أكد أن هذا الشراء مرتبط بسياسة التنمية التي مررها الكونغرس بغية منح أراضي للمزارعين الفقراء. وتظل المسألة الزراعية هي حجر الزاوية للشأن السياسي في باراجواي؛ إذ يعيش حوالي 42 في المئة من سكان الدولة الحبيسة الواقعة في أميركا الجنوبية في المناطق الريفية، نصفهم تقريبًا يعيش تحت خط الفقر. ولاشك أن قضية مقتل 11 من واضعي اليد وستة رجال شرطة في حزيران (يونيو) 2012 في كوروغواتي على بعد 200 كيلو متر من أوسونسيون، والتي لم تتضح أبعادها حتى الأن، هي التي دفعت إلى السير في إجراءات عزل لوجو، حيث كان بحلول ذلك الحين فقد الكثير من شعبيته كما فقد عمليًا أي تأييد في الكونجرس كان يحظى به. بعد خروج لوجو من السلطة جرى تعليق غضوية باراغواي في كل من السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية، (ميركوسور) واتحاد دول أميركا الجنوبية (يوناسور)، بعد اعتقاد جيران البلاد بأن عزله هو في واقع الأمر "انقلاب مؤسسي". ومن المتوقع إعادة باراغواي إلى التجمعين بعد تنصيب الرئيس الجديد على أقصى تقدير في الخامس عشر من آب (أغسطس) المقبل. وكارتيس من ملاك الأراضي الأثرياء ورجل أعمال يعمل في شركاته أكثر من ثلاثة آلاف موظف. ولم ينشط سياسيًا إلا في العام 2009. وتولى كارتيس لسنوات عديدة رئاسة نادي باراغواي لكرة القدم الذي يحظى بالشعبية في البلاد وهو معروف جيدًا بين جماهير الرياضة. واحتل خلال الأيام الأخيرة العناوين الرئيسية في الصحف عندما شبه المثليين بالقردة. لكن منافسه أليغري اتهمه بتكوين ثروته عن طريق الإتجار في المخدرات، وتهريب التبغ إلى البرازيل المجاورة والأرجنتين. وتولى أليغري تنفيذ حصة من برنامج الإصلاح الذي طبقته إدارة لوجو. لكن علاقاته بالحكومة المؤقتة لا تزال تعصف به. ويأتي في المركز الثالث وبفارق كبير، بحسب استطلاعات الرأي، المرشح اليساري ماريو فيرييرو بحزب موفيمينتو أفانزا باييس، حيث حصل على نحو 10 في المئة من الأصوات. يذكر أن لوجو نفسه يتنافس على مقعد في مجلس الشيوخ. وكالات أخبار مصر - دولى - البديل