بعد سلسلة طويلة من الجولات المبتورة والتأجيل ستتولى لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة مهمة إقامة المؤتمر القومي للمسرح من 24-26 مارس، مستبقًا المهرجان القومي للمسرح الذي يبدأ 27 مارس. وكان التفكير في اقامة مؤتمر لبحث قضايا المسرح المصري قد بدأ أثناء تولي الفنان ناصر عبد المنعم رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية منذ عامين، وتوقف العمل بعد تركه للمركز، فعرضه ناصر على لجنة المسرح بالمجلس، لكن الموافقة عليه تعطلت وسط حركات تغيير وزراء الثقافة، وفي العام الماضي أقام فريق من الفنانين مؤتمرًا بعنوان "إنقاذ المسرح" في نقابة المهن التمثيلية ضم المخرجين ناصر عبد المنعم وعبير علي وعصام السيد والكاتب محمد أبو العلا السلاموني وحسام الدين صلاح ود. أسامة أبو طالب وسامح الصريطي، وانضم لهم أعضاء لجنة دفاع عن مسرح الثقافة الجماهيرية، وتعطل هو الآخر في دوامة التأجيل وفقًا للمخرجة عبير علي بسبب تطورات الأحداث السياسية، التي أضافت أنه عندما حصلت لجنة المسرح على الموافقة على إقامته قاموا بجمع الأبحاث التي كتبت عن قضايا المسرح، والتي بذلت فيها جهود خلال الشهور الماضية؛ ليتم استكمالها. وقال الكاتب أبو العلا السلاموني رئيس المؤتمر إن المؤتمر يستهدف صياغة استراتيجية واضحة للمسرح وإنه سيناقش خمسة محاور تحت عنوان "المسرح ضرورة"، مركزًا على حق المجتمع في المسرح، وتتضمن مائدة مستديرة بعنوان المؤتمر محور قضايا مسرح الدولة ومنها الهيكلة والمعوقات والتسويق والتمويل، وذلك في اليوم الأول للمؤتمر، ويخصص اليوم الثاني لمحوري قضايا المسرح الإقليمي في مسرح الثقافة الجماهيرية الممتد من الإسكندرية إلى أسوان، والذي يناط به العمل في القرى والنجوع وحمل رسالة التنوير، ومحور المسرح المستقل الذي يطرح قضايا مختلفة ويمثل شريحة كبيرة من شباب المسرحيين، وفي اليوم الثالث يناقش المؤتمر محور توثيق الحركة المسرحية ودراساتها، وهو جانب هام للحفاظ على تراث الحركة المسرحية. وتتولى لجنة علمية مهمة الإعداد للمؤتمر تضم المخرجين احمد إسماعيل وعبير علي والكاتبة رشا عبد المنعم ود. أيمن الشيوي ود. هاني أبو الحسن والباحث محمد أمين عبد الصمد، فيما انسحب من عضوية اللجنة مؤخرًا كل من المخرج عبد الرحمن الشافعي والناقدين د. حسن عطيه وجرجس شكري، ورغم اعتراف الثلاثة بأن انسحابهم جاء بسبب خلافات داخل اللجنة إلا أنهم أعلنوا تمسكهم بعدم الحديث في أسباب الخلاف، مؤكدين إيمانهم بضرورة إقامة المؤتمر، فقال جرجس شكري إن كل معاركنا الداخلية كمثقفين مؤجلة حرصًا على إقامة الفاعليات المسرحية، أما د. حسن عطية فأكد حرصه على عدم الخوض في المشاكل الداخلية في اللجنة في وقت على الجميع التكتل وراء فكرة إقامة المؤتمر وتمثيل كل التيارات فيه وكفالة الحرية الكاملة في التعبير. و هو ما أكده أيضًا رئيس المؤتمر الذي رد على الانتقادات التي قالت إنه لا جدوى من إقامة المؤتمر وسط عدم تفعيل التوصيات السابقة للجان المسرح ومؤتمراته. السلاموني قال إننا نعيش مناخًا رديئًا وسط حالة التردي السياسية والثقافية الحالية، وعلينا التشبث بوجود الفن والثقافة وإثبات التواجد بكل الصيغ الممكنة في مواجهة كافة التيارات المعادية للمسرح والحفاظ عليه كرسالة تنويرية، مضيفًا "المسرح صنو للديمقراطية، وتفعيل التوصيات لن يتم إلا بمواصلة المثقفين الضغط لتحقيق مطالبهم والحفاظ على استمرار وجود ودور المسرح وتحديد مشاكله وحلولها من خلال هذه المؤتمرات".