أصدر المهندس وائل المعدواى وزير الطيران المدنى قرارًا بوقف أنشطة شركات البالون الطائر العاملة بالأقصر، والبالغ عددها 8 شركات لحين الانتهاء من التحقيق فى حادث اشتعال بالون الأقصر، والذى راح ضحيته 19 سائحًا وإصابة اثنين آخرين. وأكد المعداوي أن سلطة الطيران المدنى ستتخذ الإجراءات اللازمة فور انتهاء لجنة تحقيق حوادث الطيران من التحقيق وصدور تقرير اللجنة الذى على أساسه ستحدد المسئولية الجنائية للحادث، وسيحدد شكل العقوبة، مشددًا على أن الوزارة لن تتردد فى توقيع أقصى عقوبة على المسئول عن الحادث حتى إن استلزم الأمر شطب ترخيص الشركة إذا أثبت التقرير وجود خطأ جسيم من الشركة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده المعداوى بمقر الوزارة مساء أمس الثلاثاء عقب عودته من الأقصر، والذي حضره كل من المهندس محمد شريف إبراهيم رئيس سلطة الطيران المدنى، والكابتن مجدى عبد الهادي رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية. وأشار المعداوي إلى أن الوزارة أبلغت رئاسة الوزراء ومؤسسة الرئاسة فور وقوع الحادث، وقامت بتشكيل لجنة تابعة للوزير بشكل مباشر؛ للتحقيق في الحادث، برئاسة أيمن المقدم. وقال الوزير إنه فور وصوله للأقصر أمس قام بالتأكد من ترخيص الشركة صاحبة البالون وترخيص البالون وصلاحيته وترخيص الملاح الموجود بالبالون، مؤكدًا أن الرخص صالحة وأن الشركة من إحدى الشركات التى يشهد لها بالكفاءة. وقال المعداوي إن الشركة صاحبة البالون كانت قد جرى عليها تفتيش من قِبَل سلطة الطيران المدني فى منتصف الشهر الجارى؛ لأن رخصتها من المقرر أن تنتهى فى مارس المقبل. أما عن الحادث فقد أكد المعداوي أن ملابساته ما زالت غامضة، ومن الصعب إعطاء انطباع أوَّلي إن كان الحادث بسبب خطأ بشري أو فني. ومن ناحية أخرى قامت القوات المسلحة بنقل جثامين ضحايا الحادث والبالغ عددهم 19 إلى القاهرة، ونقل المصابين عبر الإسعاف الطائر التابع للقوات المسلحة إلى مستشفيات متخصصة للتعامل مع إصاباتهم. وأضاف المعداوي أن تعويض ضحايا الحادث لن تقوم به الوزارة، إنما هى مسئولية شركة البالون الطائر، والتى من ضمن شروط ترخيصها أن يكون البالون مأمنًا بشكل كامل، وأيضًا التأمين على الركاب، وتأمين صاحب الأرض الذى وقع عليه البالون، منوهًا "وهذا من شروط ترخيص تأمين الطرف الثالث". و أوضح المعداوى أن الوزارة وافقت على طلب سلطات التحقيق البريطانية والتى طلبت وجود محقق بريطاني أثناء التحقيق، مشددًا على أنه من حق المحقق زيارة موقع الحادث، وأن الوزارة ستضمن حقوقه الثلاث المتعارف عليها دوليًّا، وهى زيارة موقع الحادث، والحصول على نسخة التقرير النهائى الذى ستصدره سلطة التحقيق، وحق توجيه الأسئلة لجهة التحقيق، وعلى جهة التحقيق الإجابة عليها دون التدخل فى سير التحقيق. وأشار المعداوى إلى أن الوزارة ستستعين بتقارير حوادث البالون الطائر والتى حدثت فى أستراليا وإسبانيا. وأضاف أن لجنة التحقيق المكونة من أيمن المقدم والأربعة خبراء المنتدبين من سلطة الطيران قامت بالتحفظ على بقايا البالون المحترق؛ لمعاينته جنائيًّا وفنيًّا، مشددًا على أنه متحفظ عليه تحت إشراف هذه اللجنة فقط، وليس من حق أى سلطة أخرى أن تقوم بمعاينته. وأوضح المعداوي أنه لم يحدث أى اتصال بين ملاح البالون وبرج المراقبة، مؤكدًا أن الحادث كان مفاجئًا وغير متوقع، وأنه على الرغم من تدرب الملاح وخضوعه لاختبارات سلطة الطيران المدني، الا أنه لم يجد الوقت الكافى للاتصال ببرج المراقبة؛ وذلك لسرعة الحادث ومفاجأته، خاصة وأن أغلب حوادث البالون الطائر تحدث أثناء الإقلاع وليس الهبوط. واندهش المعداوي من الضجة التى أثارتها وسائل الإعلام العالمية تجاه حادث البالون قائلاً إن كل دول العالم يحدث فيها نفس الحوادث، خاصة أنها رياضة للهواة تتحكم فيها قوة الرياح من الدرجة الأولى وليست محركات الملاحة وإدارة التوجيه والتى تتوافر فى المنطاد ولا تتوافر فى البالون الطائر. يذكر أنه كان قد اشتعل بالون طائر فى السابعة والنصف من صباح أمس وعلى متنه 20 سائحًا من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى ملاح البالون، وقد اشتعل البالون أثناء هبوطه بعد أن كان على ارتفاع 5 أمتار من الأرض، ولسرعة الاشتعال، قام سائحان بريطانيان والملاح بالقفز من البالون؛ مما أدى إلى تخفيف ثقل البالون، وجعله يطير إلى أعلى، خاصة مع زيادة درجة سخونة الهواء الداخل إلى البالون عن الهواء المحيط به، وعلى أثر سقوط البريطانيين توفى أحدهما وأصيب الآخر بكسر فى الضلوع، أما الملاح فقد احترق بنسبة وصلت إلى 70 % مع كسر فى الضلع، الأمر الذى استلزم نقله هو والبريطايني المصاب إلى أحد المستشفيات بالقاهرة. أخبار مصر – متابعات - البديل Comment *