- ما الصفات التي لم ترغبها في والدك وتمنيت تغييرها؟ عادة ما يحدث صراعًا بين الأجيال المختلفة حول الأفكار والقرارات وطبيعة تنفيذها, وهذا أمر كان يتعامل معه برحابة صدر, فعلاقتي بوالدي كانت علاقة التلميذ الخاضع تماماً لأستاذه عن قناعة تامة. - حدثنا عن إرث جلال عامر لأولاده؟ نحن طبقة متوسطة وجلال عامر لم يكن محباً للمال، ولذلك لم نرث شيئاً مادياً, لكنه ورثنا حب الناس وتقديرهم واحترامهم, بجانب شيء قيم للغاية هو "حب الورقة والقلم". - ماذا تعنى؟ كل أبناء جلال عامر تنحصر مواهبهم في الورقة والقلم, كلنا نقرأ بكثافة, ونكتب تقريباً جميع أنواع القوالب الأدبية, من مقالات وقصص قصيرة وروايات وسيناريو. - هل لكم تجارب في ذلك ؟ في العام الماضي أنتج "راجي" أخي أغنية عن جلال عامر من كلماته, كما أن شقيقتينا "رانيا، ريهام" مهتمتان جداً بالقصة القصيرة لكنهما ترفضان النشر إلى الآن, وأنا أكتب المقال منذ تسع سنوات, وأكتب السيناريو وفي الطريق لأول أفلامي خلال الأشهر القليلة القادمة. - كيف اكتشفت موهبتك في الكتابة؟ كنت في الثانية عشر من عمري عندما مارست الكتابة, وأطلقت على الشيء الذي كتبه اسم "رواية", كانت تحكى عن مجموعة من العلماء حوصروا في ثلوج سيبيريا، وحدثت معهم مجموعة من المغامرات أدت لاكتشافهم قرية من الماموس المنقرض "أفيال مشعرة كبيرة انقرضت منذ آلاف السنين". ولكن عندما عرضت "الرواية" على والدي بعد الانتهاء منها، قال لي: "عيب تمسك قلم وورقة قبل ما تقرا كتير" - هل عرضت عليه شيئاً آخر بعد ذلك ؟ في المرة الثانية كتبت قصيدة عامية، وكان عمري وقتئذ 17 عامًا, وكنت أتغنى بها مجيئًا وذهاباً في مسكننا, فحين رآني من غرفته قال: (قصيدة جديدة ولا إيه؟!), فضحكنا وعرضتها عليه وأعجبته وقال لي (أكتب على قد ما تقدر), لكنني لم أعمل بنصيحته نتيجة الانشغال بالثانوية العامة. - متى كانت بدايتك الحقيقية في الكتابة؟ في عام 2003 بدأت أنشر مقالات في جرائد مثل التجمع في الإسكندرية برئاسة تحرير الأستاذ مدحت الزاهد، ومن بعده الراحل الأستاذ أحمد جودة, ونشرت أيضاً في جريدة القاهرة الثقافية, ثم طلب منى رسام الكاريكاتير الكبير الأستاذ أحمد عز العرب وكان مشرفاً على الصفحة الأخيرة من جريدة البديل أن أكتب في زاوية بعنوان "أحوال", وتشرفت بالفعل بنشر عدد من المقالات في البديل. في هذا التوقيت خصص لي الأستاذ محمد منير ركناً يومياً في الموقع الإليكترونى للبديل وكان هو مشرفاً عليه وقتها وكان هذا الركن بعنوان "من الشرق والغرب"، فكنت أعرض فيه أخبار العالم كل يوم بأسلوب جديد يبتعد عن الصياغات المقولبة المعهودة. وهناك واقعة مهمة للغاية حدثت في عام 2007, إذ ذهبت إلى مكتب جريدة المصري اليوم بالإسكندرية, وعرض عليّ وقتها العمل كصحفي، وإجراء تحقيقات وحوارات صحفية, وكانت فرصة مهمة وشيء يتمناه أي شخص, لكنني خرجت من المكتب وفضلت العودة للبيت؛ لإصراري على العمل ككاتب وليس كصحفي, لأنني قد أكون كاتباً مهماً لكنني سأكون صحفياً عادياً. "رامي": ورثنا من والدي حب الورقة والقلم وتقدير الناس واحترامهم .. أحيينا ذكراه بإعادة طباعة مؤلفاته وإنتاج فيلمًا وثائقيًا عنه .. ونخطط لتخليده بدراما أو سينما تحكي حياته "علاقتي بجلال عامر كانت علاقة التلميذ الخاضع تماماً لأستاذه عن قناعة تامة، وكان يسمح دائماً بالاختلاف في أي نقاش". و"كل أبنائه تنحصر مواهبهم في الورقة والقلم ونحن ورثنا منه حب الناس وتقديرهم واحترامهم وحب الورقة والقلم". تلك كانت كلمات رامي جلال عامر عن والده مشيرًا إلى أنه كان دائم النصح له، ومن بين نصائحه: "عيب تمسك قلم وورقة قبل ما تقرا كتير". وعن إحياء ذكرى والده، قال: "أعادنا طباعة مؤلفاته في مجموعة أعمال كاملة، وأطلقنا قناة باسمه على "يوتيوب"، ودشنا موقعًا جديدًا يضم أرشيفه" وأشار إلى إذاعة فيلم تسجيلي عنه العام الماضي بالإضافة إلى التخطيط لتخليد ذكراه بمشروع درامي أو سينمائي تحكي حياته. كانت تلك مقتطفات مما قاله "رامي" في الجزء الثاني من حواره ل"البديل".. فإلى تتمة الحوار....