ألغى الرئيس الأفغاني اليوم الخميس زيارة إلى الخارج خشية اندلاع اعمال عنف في بلاده بسبب فيلم مسيء للاسلام فيما قامت حكومات قلقة في اسيا بتعزيز اجراءات الامن حول السفارات الاميركية لديها. وتأتي الاجراءات المشددة على اثر مقتل السفير الأمريكي في ليبيا في هجوم شنه مسلحون في بنغازي الثلاثاء وبعد تظاهرات منددة بالولاياتالمتحدة في العاصمة المصرية. وضمت اندونيسيا اكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، صوتها الى افغانستان في الطلب من موقع يوتيوب وقف بث الفيلم الذي اثار احتجاجات لاهانته النبي محمد. وتعمل السلطات الاندونيسية ايضا مع مزودي الانترنت لمنع الوصول الى الفيلم، بحسب المتحدث باسم وزارة الاعلام جاتوت ديوا بروتو لفرانس برس. وقال المتحدث "الفيلم بلا شك اهانة لدين برمته وقد صدم المسلمين الاندونيسيين. ونحن لا نرغب في ان يشعر اي كان انه استفز وان تحدث اعمال عنف هنا". وحتى الان لم تندلع اي اعمال عنف في اندونيسيا حيث تتبع غالبية السكان البالغ عددهم 240 مليون نسمة اسلاما معتدلا. ولم يصدر بعد اي رد فعل في افغانستان حيث تشن القوات الاجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة حربا مستمرة منذ عقد على حركة طالبان المتطرفة. وقال أحد مساعدي كرزاي لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "ألغى رحلته في الوقت الحاضر. لن يذهب، فهو قلق من احتمال اندلاع اعمال شغب بسبب الفيلم". وأضاف المسؤول ان الرئيس الافغاني "يفضل البقاء في البلاد في مثل هذا الوقت الحساس". والأربعاء ناقش كرزاي والرئيس الامريكي باراك اوباما كيفية "المساعدة على ضمان ان لا تشكل الظروف التي ادت الى العنف في ليبيا ومصر تهديدا للقوات الاميركية او الافغانية". والفيلم الذي خصصت له ميزانية بسيطة وذكر ان مخرجه يدعى سام باسيل ويعتقد انه اسرائيلي-امريكي، يصور النبي محمد وهو يعاشر النساء ويتحدث الفيلم عن الاعتداء الجنسي على الاطفال وعن المثلية الجنسية. وقام بالدعاية للفيلم القس الامريكي تيري جونز الذي اثار احتجاجات في العالم بعد قيامه باحراق القران وعارض بشدة بناء مسجد قرب الموقع السابق للبرجين التوأمين في نيويورك. ودانت الحكومة الافغانية الفيلم ووصفته "بغير الانساني والمهين" وقالت باكستان انه انتاج "شنيع" يثير الكراهية بين الاديان في ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001. وفي افغانستان، ادت اعمال شغب في وقت سابق هذا العام الى مقتل 40 شخصا بعد ان قام جنود امريكيون باحراق نسخ من القران في قاعدة عسكرية. والهند ثالث اكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان بعد اندونيسيا وباكستان، استنفرت قوات الامن المنتشرة امام البعثات الامريكية لديها. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية كولديب سينج داتواليا "امرنا ضباط الامن بتوخي الحذر ومنع حصول اي اعمال لا يمكن السيطرة عليها". وأضاف "لا داعي للقول اننا قلقين بشان كافة التداعيات في الداخل ودوليا في حال حدوث اي شيئ. لذا نقوم بالمزيد من الاجراءات الاحترازية، في خطوة استباقية". وفي اسلام اباد قال مسؤول كبير في الشرطة خرم رشيد انه "تم تعزيز الاجراءات الامنية لمواجهة اي تهديد محتمل للسفارة الامريكية" التي تقع في جيب امني محصن وسط العاصمة الباكستانية. وأضاف "نتوقع احتجاجات غدا ونستعد لمعالجتها"، مشيرا الى ان الدخل الى السفارة الامريكية منع وتم زيادة عدد عناصر الامن حولها. وفي بنجلادش التي شهت تظاهرات شارك فيها عشرات الالاف احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي في صحيفة دنماركية في 2006، امرت السلطات بنشر المزيد من الشرطة المسلحة في السفارة الامريكية وغيرها. وفي كوالامبور، عاصمة ماليزيا ذات الغالبية المسلمة، حثت السفارة الاميركية الاميركيين على تجنب التجمعات الكبيرة ونبهت الى احتمال اندلاع اضطرابات مع صلاة الجمعة. وفي الفيليبين التي تضم عددا كبيرا من الكاثوليك وموطن مجموعة ابو سياف الاسلامية المتطرفة، قالت السلطات ان قوات كوماندوس الشرطة تقوم بحراسة السفارة الامريكية في مانيلا على مدار الساعة منذ اندلاع الاحتجاجات واعمال العنف في ليبيا ومصر. Comment *