تمت مصادرة العديد من الصحف فى الأيام القليلة الماضية ، آخرها جريدة "الشعب" بسبب مقال لرئيس تحريرها مجدى حسين الذى سجن لعبوره الحدود إلى قطاع غزة فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك عن "دولة المخابرات" ومطالبته "المهذبة" لرئيس الجهاز الجديد بعدم التدخل فى الشئون الداخلية السياسية والامتناع عن مواصلة ممارساته التدخلية السافرة السابقة وقت "مبارك"، والتى تواصلت خلال الفترة الانتقالية بحديثه عن الدعم غير المباشر لفضائية توفيق عكاشة وما خفى كان أعظم كان شاهدا عليها أحداث تلك الفترة لطالما ألصقت ل "الطرف التالت". السؤال الآن أو بمعنى أصح هل سيقف جموع الصحفيين محسنهم ومسيئهم أمام سماح "الرئيس مرسى" بهذه التدخلات ؟ تارة تستخدم حجة يتم ترويجها بين العامة حاليا بأن الصحف والقنوات التليفزيونية الخاصة تعمل على إثارة الفتن وخلخلة تقاليد وأعراف المجتمع ، وتارة بحجج مرفقة باتهامات للصحف بالتربص بالرئيس المنتخب والعمل على تعطيل "مشروع النهضة" الذى لا نعلم متى سيبدأ ؟ أم أن جوهره أننا سنركب فى النهاية الحلزونة تحت حجج وهمية وشعارات شعبوية هدفها لا صوت يعلو فوق صوت "جماعة" الرئيس .. وعلينا الصوت والطاعة. لا ينكر أحد أن هناك تجاوزات قد تقع من بعض الزملاء ، لكن ما يجرى الآن من إلغاء الصفحة الثقافية فى جريدة الجمهورية مؤخرا لمجرد كتابة محرريها عن وقائع وأصداء مصادرة الصحف وإلغاء صفحة الرأى فى جريدة "الأخبار" بسبب كتابات عن وضع اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل للكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد ومثله منع نشر مقال الكاتب والسيناريست مدحت العدل المشهود له ميوله ومواقفه الثورية دون بحث عن أهداف شخصية يبتغيها أيضا لمجرد كتابته مقال حمل رسالة للرئيس بأن يتذكر دائما أنه رئيس لكل المصريين وليس مندوبا عن الجماعة فى الرئاسة وألا ينسى حقيقة المفاضلة بينه وبين شفيق فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.. وعلى ذات الوتيرة منع مقال الكاتبة غادة نبيل فى الجمهورية الذى حمل اسم " الحرية والعدالة .. كلمتان حفيفتان على اللسان .. ثقيلتان فى الميزان ". وغيرها من وقائع سابقة مثلما حدث فى مجلة الأدب وفى مجلة المصور بمنع سلسلة كتابات ل "سامح فايز" عن " عائد من جنة الاخوان .. أتذكر الآن كلمة الرئيس فى خطاباته الجماهيرية من المساجد التى زارها منذ توليه الرئاسة، واستشهاده بمقولة سيدنا أبو بكر الصديق " لست بخيركم .. إن أسأت فقومونى ".. كيف سيدى الرئيس إن أساءت نقومك وبيدك سلطة وسوط الرقيب الذى يطال كل من حاول التفوه بكلمة أو أراد أن يرسل لك رسالة عبر عمود رأى "مزنوق" فى أى صفحة ليس أمامه سواه، لعلك قد تقرأه فى صباحا وأن تستشرف يومك فى الاضطلاع على أمور ومسئوليات وطننا الحبيب الذى نوافقك "كلامك وخطبك" المواترة "الممطوطة" و"المائعة" الكلمات فى أن تنهض البلاد من جديد. لكن بالتزامن مع هذه الهجمة الشرسة والضارية على الصحافة ، نجد فى المقابل عودة صاحب مقال " طشة الملوخية " أحد أضلاع صحافة "حسنى مبارك" التى طالما بثت فينا اليأس وثقافة الخضوع والخنوع وارضى بقليللك محدش لاقى ياكل وإزاى تثور على "أبوك" مبارك إلى الكتابة مرة أخرى. ماذا كان يقصد الرئيس وتغييرات مجلس شورى يسيطر على أغلبيته جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ، لرؤساء الصحف القومية بلجنة شكلها عارضها أبناء هذه المؤسسات نفسها ووقفوا ضدها.. ووقتها تم اتهامهم بأنهم يريدون بقاء الوضع كما هو عليه مثلما كان فى النظام السابق بجانب الاتهام الذى أصبح تقليديا وسهل اطلاقه ألا وهو " انتا من الفلول " بغض النظر عن أن هذا الشخص تواجد بميدان التحرير يوم 25 أم لا ؟ ووقتها تنسى مواقفه السابقة الداعمة لحقها فى العمل السياسي وضد كافة أشكال القمع ضدها بكافة أشكاله ؟. يقولون فى الأمثال الشعبية الطريفة " جه يكحلها عماها " ، هل تستوجب خطوة تطهير الاعلام فى نظام جديد نأمل أن يكون "ديمقراطى" أن نكمم الأفواه من جديد لمجرد توجيهها انتقادات للرئيس أو تعرضها لجماعة الاخوان المسلمين ؟ هل نستعد لموجة عاتية من الانتهاكات اليومية ضد الصحف ومحاكمة محررين ورؤساء تحرير بدعوى " إهانة الرئيس " ؟ . قبل الاجابة على هذه الأسئلة .. فإننى أدعو من هذا " المزنق " جموع الصحفيين من مختلف الصحف قومية وحزبية وخاصة إلى ضرورة الدعوة إلى وقفة عاجلة وحاشدة على سلم نقابة الصحفيين للتعبير عن غضبنا واستياءنا مما يجرى ، وقفة لاعلان موقف واضح لنا بأننا نرفض هذه الانتهاكات التعسفية فى حقنا، وقفة قد يراها البعض " قلة حيلة " لوقوفها عند هذا الحد لكن ""النقابة" بيتنا الذى عهدنا أمامه الكثير من الفعاليات الاحتجاجية من كافة التيارات والقوى فى عهد مبارك كجزء من الحراك الاجتماعى الذى رءآه البعض " لا شىء " لكنه تمخض عنه اندلاع ثورة مجيدة طالبت بالحرية كثانى مطلب فى شعار " عيش حرية عدالة اجتماعية ". لم نصنع ثورة لتكمم أفواهنا ونسجن وراء القضبان لمجرد اختلاف فى رأى أو فكرة ، الأمم تتقدم بالاختلاف والتنوع فى الأفكار وليس ب"تأميم" حق الكلام .. و " اللى ناسى من عهد مبارك نفكره بهتاف عشرة خمستاشر نفر لوحدهم كانوا بيزلزلوا سلم النقابة وفى الشوارع لما كانوا بيهتفوا " عمر السجن ما غير فكرة عمر القهر ما أخر بكرا ". Comment *