قال حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أنه يسعى جاهداً لبناء مصر جديدة لأنها تحتاج إلى ذلك وسيحاول أن يساعد الرئيس رغم كل اختلافه السياسي معه وسيظل في صفوف المعارضة لصنع توازن في الحياة السياسية بمصر، وأضاف صباحي أنه كان يتمنى أن تكون هناك فرصة للجنة لصياغة الدستور أن تكون ممثلة لأطياف الشعب المصري دون هيمنة طرف بعينة وهذا لم يحدث حتى الآن، مضيفاً ''نأمل من الرئيس المنتخب أن يبدي تجاوبا سريعا وفوريا بقضايا العدالة الاجتماعية والعمل على قضايا الفقراء، مؤكداً أنه حتى الآن لا توجد مؤشرات في هذا الاتجاه. جاء ذلك خلال لقاءه الأول بالسفير الفرنسي الجديد نيكولا جاليه سفير فرنسا بالقاهرة مساء أمس في مقر حملته في إطار الزيارات التي يقوم بها السفير الفرنسي لعدد من القيادات السياسية في مصر لبحث تطورات الوضع الجاري ومستقبل الدستور الجديد الذي تتم صياغته، والانتخابات القادمة وكذلك مستقبل علاقات مصر بدول العالم وخاصة أوروبا. وعبر السفير الفرنسي عن سعادته لأنه يبدأ عمله في مصر بأول لقاء مع زعيم من المعارضة المصرية، موضحاً أن ذلك كان ممنوعاً في عهد الرئيس المخلوع، وأيضاً أن بمصر الآن رئيس منتخب بصرف النظر عن انتماءاته السياسية جاء عبر صندوق الاقتراع. فيما أشار صباحي أثناء اللقاء تعليقاً على التشكيل الوزاري الجديد أنه كان يأمل أن يكون هناك درجة من درجات الائتلاف الوطني في تشكيل الحكومة الجديدة والفريق الرئاسي، موضحاً أنه يبدو أن هناك هيمنة لطرف واحد حتى الآن، ولا شراكة حقيقة للقوى السياسية، منوهاً إلى أن مهمة المصرين تحقيق أهداف الثورة يلزمه درجة عالية من التنظيم لتيار شعبي ظهر في المرحلة الأولى عبر نتيجة الانتخابات وتابع صباحي ''في اعتقادي أنه التيار الأكبر ولكنه في حاجة إلى تنظيم والآن نحن مهتمون بتنظيم هذه القوى لتمكننا من خوض الانتخابات القادمة سواء المحليات أو الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية ونسعى لبناء جبهة متماسكة لخوض هذه الانتخابات لتجميع القوى المدافعة عن العدالة الاجتماعية وأهداف ثورة 25 يناير والمؤمنة بالديمقراطية‘‘. ورداً علي سؤال جالية عن كيفية تجميع هذه القوى في برنامج موحد في مواجهة التيار الإسلامي ، قال صباحي أن هذه الأحزاب القائمة لديها بالفعل خبرات سابقة، مشيراً إلى أن الانتخابات الرئاسية كانت تعبيراً حقيقياً عن الأوزان المتواجدة في الشارع المصري، منوهاً أنها كشفت أن هناك اتجاه يتبع النظام القديم، واتجاه إسلامي، واتجاه ثوري وهو التيار الذي يرى أنه الأكبر بالرغم من أنه مازال الأضعف تنظيمياً، مضيفاً أنه سيتم تقوية هذا الاتجاه عبر برنامج يجمعها أساسه النظام الديمقراطي والعدالة الاجتماعية واستقلال القرار الوطني. وأوضح صباحي أن هذا التيار في الواقع حالة شعبية موجودة بالفعل، مضيفاً أن سيتم تنظيم صفوفها لصنع أساس شعبي قوي، في نفس الوقت نسعى إلى تشكيل جبهة من الأحزاب مثل حزب التحاف الشعبي وحزب الدستور والكرامة والحزب المصري الديمقراطي، والذين يمثلون كافة الاتجاهات السياسية من الوسط إلى الاشتراكيين والقوميين، مشدداً على أهمية أتفاق هذه الأحزاب على برنامج يحمل الثلاث نقاط سالفة الذكر ويقدم مرشحين متفق عليهم في المحليات والبرلمان مؤكداً أن هناك فرصة وإن كانت صعبة للاتفاق حول مرشحين يمثلون هذا التيار في الانتخابات. وفيما يخص الدستور قال صباحي أن اللجنة القائمة على صياغة الدستور يفترض أن يتم تغييرها وهذا مطلب متفق عليه، بحيث تمثل اتزان ولا يهيمن عليها أي طرف من الأحزاب، موضحاً أن هذا لم يتم. ورداً على سؤال من السفير الفرنسي عن تقييمه لأسباب الشعبية التي عبر عنها صندوق انتخابات المرحلة الأولى، أشار صباحي أنه لم يفاجئ بنتائج التي حصل عليها في الانتخابات لأنه دائم الثقة في الله والشعب المصري رغم كل أوضاعه في التعليم والاقتصاد، مؤكداً الشعب يمتلك إدراك قوي يستطيع من خلاله الفرز، وتابع ''المفاجئة كانت بسبب قدراتنا المادية الضئيلة فيما يخص الدعاية، وضعف التنظيم، وهي أسباب كانت أقل من أن تحقق هذه النتيجة‘‘. واستطرد ''في اعتقادي أننا حصلنا على أصوات كانت تؤهلنا لجولة الإعادة، مضيفاً أنه قدم طعون لكنها رفضت لأن ضعف التنظيم لم يمكننا من امتلاك أدله مادية على مشاهدات أعضاء الحملة‘‘. وفيما يخص العلاقات الخارجية المصرية قال صباحي أنه لا يتوقع تغيرات جوهرية في السياسة الخارجية معتقداً أن مجمل الأحداث بمصر تقول إن علاقات مصر الخارجية وارتباطاتها ومصالحها التي رتبها نظام مبارك ستستقر إلى مدى زمني قد يطول. وفي نهاية اللقاء وجه السفير الفرنسي لصباحي دعوة رسمية لزيارة فرنسا ولقاء المسئولين هناك. كنت أتمنى وجود درجة من الائتلاف الوطني في تشكيل الحكومة والفريق الرئاسي لكن هناك هيمنة لطرف واحد حتى الآن