دعا سفير الفاتيكان في حلب، جوزيبى ناتزارو، إلى العمل على تحقيق مبادرة للمصالحة لإخماد النزاع السوري -على حد قوله-, وقال السفير إن "مبادرة المصالحة ينبغي أن تلقى التشجيع والدعم من قبل الجميع"، موضحا أن "قبول المصالحة صعب في بعض الأحيان، إلا أنها وسيلة لا يجب تفويتها، أو التقليل من أهميتها". ونقلت وكالة أنباء "آكى" الإيطالية عن ناتزارو تصريحاته لوكالة أنباء "فيدس" الفاتيكانية اليوم إلى دعم الكنيسة في سوريا للجنة مصالحة شعبية متعددة الأديان، واعتبرها "طريقا ثالثا" على الساحة السورية، في محاوله للمساهمة في "إخماد النزاع الدائر". وأضاف أن هذه المصالحة "تركز على الحوار الداخلي بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية والدينية للشعب السوري". وأكد على دعم الكنيسة للمشروع قائلا: "من خلال تجربتي في هذا المجال، وخاصة من ناحية ما فعلوه في الماضي إخواني الفرنسيسكان، الذين دعوا إلى التدخل في حالات حساسة، لذا أعتقد أنه ينبغي دعم لجنة للمصالحة، وأنا أتفق تماما مع الروح الذي ستعمل به، لأن هدفها الرئيسي هو إنقاذ الأرواح". وبهذا ينضم ناتزارو إلى السفير البابوي في دمشق، ماريو زيناري، حيث أكد زيناري في مارس الماضي أنه يشجع "المهمة الإنسانية في سورية، المشتركة بين الأممالمتحدة والحكومة السورية ومنظمة التعاون الإسلامية"، واعتبرها "مبادرة مباركة، ونحن نشجعها بقوة". زيناري هو أول ممثل للفاتيكان يتحدث بخصوص الأوضاع في سوريا، إذ صرح سابقا في حديث لإذاعة الفاتيكان أن "انحدارا نحو الجحيم قد بدأ في سوريا"، مؤكدا أنه على المسيحيين أن "يتفانوا بتمثيل دور الجسر". ورفض السفير تبني موقف من مصطلح "الحرب الأهلية"، الذي بدأ المجتمع الدولي استخدامه، لوصف تدهور الأوضاع في سوريا، لكنه قال: "الانطباع السائد أن انحدارا إلى الجحيم قد بدأ من الناحية الإنسانية"، مشددا على أن "رسالة المسيحيين هي التفاني في دور الجسر على شتى الأصعدة". Comment *